كلمة الأستاذ زياد النخالة ، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ، التي ألقاها خلال حفل تخريج دورة خاصة للأخوات ، بتاريخ 6-10-2018م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ومن والاهم إلى يوم الدين.
الأخوات الكريمات ..
بهذه المناسبة وأنتنّ تنهينّ هذه الدورة المميزة في مضمونها وأهدافها، أتقدم لكنّ بالتبريك وأدعو لكنّ بالتوفيق والسداد، وخاصة لما تمثلنه في هذا المجتمع المجاهد وما يقع عليكنّ من مسؤولية كبيرة، في كثير منها تفوق مسؤولية الرجال، فأنتنّ الأمهات والأخوات اللاتي يحتضنّ المجتمع في الظروف الصعبة كما في الظروف العادية التي يعيشها الناس. ونحن مجتمع يخضع للتهديد على مدار الوقت، تهديد العدو الذي لا يتوقف في جوانبه العسكرية والأمنية والأخلاقية، ويحاول دوماً أن يخترق جبهتنا الداخلية، التي تقفنّ على بوابتها بحكم موقعكنّ ، فلا أتصور أن أمّاً تتحمل المسؤولية لديها أطفال وأبناء يمكن أن تتركهم بدون توجيه وبدون رعاية على مدار الوقت ، وأيضاً بدون أن تحافظ على حياتهم من التهديدات المحتملة في كل مناحي الحياة .
فالتربية السليمة والملتزمة، والتي هي من مسؤولية الأم بالدرجة الأولى، ونضيف عليها ما تراكم في مجتمعنا من تهديدات تزاد يوماً بعد يوم، التهديدات الأخلاقية والأمنية ومحاولات العدو المستمرة بإفشاء العادات السيئة وتسريب المخدرات وإغواء الأبناء عبر وسائل التواصل الاجتماعي كل هذا وغيره يظهر لنا مدى أهمية الحصانة التي يجب أن يتلقاها الأبناء في أسرهم، يضاف لذلك التهديدات التي تنشأ من الاعتداءات العسكرية والعدوانية التي لم تتوقف يوماً.
ونحن هنا أمام جبهة أخرى لا تقل أهمية بل أنها الأكثر أهمية من جبهة القتال.
والحقيقة أننا نكتشف هنا كم هو دور المرأة وأهميته في المجتمع ، وكلما تعمقنا أكثر نكتشف أكثر ماذا يعني أن تكون المرأة أماً وماذا يعني أن تكون أختاً وماذا يعني أن جدة ، ونكتشف أن المرأة تكتسب في دورها ومسؤولياتها أهمية أكبر للمجتمع من أهمية الرجل ، نعم لقد أنهيتنّ اليوم وفي الأيام الماضية أوقاتاً مزدحمة بالمحاضرات والنقاشات والتي أعتقد أنها أضافت لكنّ أشياءً مهمة ، ولكنني أعتقد أيضاً أن أهم من ذلك كله هو مدى احساسكنّ بالمسؤولية التي يستشعرها قلب الأم الحريصة على بيتها والحريصة على أبنائها وهذا الإحساس الذي نتعلم في الدورات كيف نستثمره بصورة منظمة ومجدية ومن هنا تأتي قيمة هذه الدورات وهذه الندوات واللقاءات وكيف ندير أوقاتنا وكيف نمضيها وأنتنّ الأكثر معرفة بالبيوت وكيف تضيع أوقات كثيرة لا نستفيد منها شيئاً عندما نقضي الوقت في متابعة ما هو غير مفيد وخاصة ما يضيع من وقت على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل كالتلفزيون والجلسات وما يدور فيها من أحاديث غير مفيدة ولا ننتبه لأولادنا وبناتنا ولذلك المتابعة والمثابرة مع العلم والمعرفة التي نكتسبها من هكذا دورات بالتأكيد سيكون لها دور إيجابي وكبير في بناء الأسرة السليمة ، وهنا لا بد أن كل واحدة منكنّ قد عقدت العزم لأن تبرمج حياتها بطريقة مختلفة وأرجو أن لا تتغلب مرة أخرى عادات قديمة غير مفيدة قد قررتنّ تركها .
أدعو الله لكنّ بالتوفيق وسداد الرأي والذرية الصالحة
وفي الختام أتوجه لكل الأخوات بالتحية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته