لقاء مطول أجرته قناة الميادين مع الأستاذ النخالة بتاريخ 7/5/2019

12:06 م السبت 09 نوفمبر 2019 بتوقيت القدس المحتلة

لقاء مطول أجرته قناة الميادين مع الأستاذ النخالة بتاريخ 7/5/2019

أجرت قناة الميادين الإخبارية لقاء مطولا مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي المجاهد زياد النخالة، بتاريخ 7/5/2019، تناول آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية عقب جولة تصعيد في غزة بين المقاومة وبين دولة الاحتلال، أوقعت خسائر بشرية ومادية في غزة، وكبدت العدو أيضا خسائر كبيرة في الأرواح والماديات، بسبب الصواريخ التي أطلقتها المقاومة.
وفيما يلي نص الحوار:

المذيعة: بماذا خرجت المقاومة من جولة التصعيد الأخيرة؟ 
السيد زياد النخالة:
بداية أتقدم بالعزاء لأسر الشهداء الذين سقطوا بالعدوان الأخير على قطاع غزة، وأخص بالذكر أيضا الشهداء العسكريين الذين كانوا في الميدان وقاتلوا ببطولة وإرادة قوية وعلى سبيل المثال أذكر أن هناك عددا من مقاتلي سرايا القدس، عددا هاما قد سقطوا شهداء، وأيضا الأخوة من في حماس، عدا عن الذين سقطوا من المدنيين النساء، الأطفال، والحوامل، وهذا السلوك أظهر مدى وقاحة وحقارة هذه الدولة الصهيونية في تعاملها مع المدنيين واستخدامهم كوسيلة ضغط على المقاومة. أما ما أظهرت المقاومة في هذه الحرب، أنا أعتقد ولا أريد أن أبالغ هو جزء من قوتها وإرادتها في مواجهة هذا العدوان، لدى المقاومة أيضا إمكانيات للمواجهة المستمرة ، وأنا أعتبر أن هذه الأيام القليلة التي مضت هي عبارة عن مناورة بالذخيرة الحية للمقاومة، وأيضا أجزم بأن المعركة الكبرى قادمة مع العدو الصهيوني، ونحن كنا وما زلنا على استعداد لهذه المعركة التي تخطط لها إسرائيل في سياق الحلول السياسية التي من الممكن أن تطرح في الأسابيع القادمة .

المذيعة: أسألك عن ذلك مناورة بالذخيرة الحية، تقصدون استعدادا لمعركة أو مواجهة قريبة؟
السيد النخالة:
نعم بالتأكيد زيارتنا للقاهرة لم تكن في برنامجنا هذه الاشتباكات وهذه المعركة ولكن إسرائيل فرضت ، وأعتقد تعمدت أن يحدث هذا القتال باستهدافها في يوم الجمعة لعدد من المدنيين في مسيرات العودة، وبالتالي مما اضطرنا للرد عبر المقاتلين بالقناصة لجندي أو ضابط إسرائيلي وأيضا مجندة إسرائيلية، وهذا أخذ الأمور لموقع التصعيد. 

المذيعة: كيف اتخذ قرار الرد على الاعتداءات ضد مسيرات العودة يوم الجمعة الماضي، وتوسيع دائرة الرد هل كان قرارا موحدا من المقاومة؟
السيد النخالة: 
هو في الحقيقة يوجد اتفاقات ضمنية دائما بالرد على الاعتداءات الإسرائيلية، وخاصة أن هناك اتفاق رعته القاهرة .......... عبر التفاهمات بأن لا تستهدف القوات الإسرائيلية المتظاهرين بالذخيرة الحية، وهناك تعهدات إسرائيلية أبدتها إسرائيل للقاهرة، ولكن إسرائيل كما هي العادة لا تلتزم بشيء وتستهر بكامل الاتفاقات ولا تعير أي اهتمام لأي طرف يدخل على الخط، لذلك كان لابد من الرد على هذه الاعتداءات واستهدافات للمدنيين بالذخيرة الحية ولقد فعلنا ذلك، وبالتالي ذهبت الأمور لحد التصعيد الذي شاهدتم في الأيام الماضية. 

المذيعة: أخذتم القرار اتفاقا مع باقي فصائل المقاومة؟ 
السيد النخالة: 
حتى أكون أكثر صراحة كنا موجودين نحن وحماس في القاهرة واتخذنا قرارا مشتركا لأن نفعّل غرفة العمليات، وتابعنا الأمر وهكذا حصل وكنا مضطرين لمتابعة الأمر من القاهرة ميدانيا وعمليا، وأيضا مع الطاقم الذي يشرف على إدارة التفاهمات في مصر كجهاز مخابرات عامة.

المذيعة: أبلغتم القاهرة أنكم ذاهبون للرد.؟
السيد النخالة:
لم نبلغ القاهرة ولكن تم الرد عمليا في الميدان، ولكن فيما بعد دخلت القاهرة لمتابعة ما يحدث، في اليوم الأول كان هناك هدوء وعدم تواصل لأن القاهرة لا أقول غاضبة بل أقول أنها لم تكن مرتاحة لحدوث هذا الاشتباك بحضورنا بالقاهرة. 

المذيعة: ماذا قالت لكم؟
السيد النخالة: لم تقل شيء، لكن أنا قرأت عدم تدخلها المباشر في الساعات الأولى وفي اليوم الأول، هو تعبير عن عدم رضاها، وخاصة كوننا موجودين في القاهرة، اعتقد أن القاهرة اعتبرت هذا خروج عن النص، ولكن نحن كقوى مقاومة لدينا رؤيا واضحة، لم يكن بالامكان أن نقبل أن تتغول إسرائيل على مسيرات العودة، وبالتالي التزامنا وواجنبا فعلناه بالميدان بالرغم من وجود بعض الاعتراضات، وبعض التعارضات في الصف الفلسطيني.

المذيعة: ممن؟
السيد النخالة: هناك قبول باستمرار اعطاء مسيرات العودة الشكل السلمي حتى لو كان هناك بعض الخسائر، نحن بحركة الجهاد هذا المنطق رفضناه سابقا ونرفضه باستمرار ان تستمر اسرائيل بالعدوان على مسيرات العودة وعلى المواطنين والعزل، بالرغم من التزام إسرائيل مع مصر بعدم استخدام الرصاص الحي وهي نقلت ذلك، وبالتالي واجبنا الرد، ونصوب مسار المفاوضات والتفاهمات مرة أخرى أن تلتزم إسرائيل بما أعطته لمصر من هذه التفاهمات. 

المذيعة: للإيضاح سيد النخالة تقولون لم يكن موقفا موحدا أن يكون هناك معادلة رد على الاعتداءات على مسيرات العودة عن من تتحدث؟ 
السيد النخالة: المفهوم العام لكافة الفصائل الفلسطينية التقييد بالتفاهمات التي عقدتها مصر مع الجانب الإسرائيلي، بعدم اعتدائها بالرصاص الحي على المتظاهرين،و لم تلتزم لذا كان لابد من الرد هناك، لا أستطيع أن أحدد ولكن المناخ العام كان بعدم الرضى بموقف الجهاد الإسلامي و الجميع اندرج مع عملية مواجهة الاحتلال ومع هذه اللحظة أوجه الشكر للقائد يحيى السنوار لوجود تفاعل هام واتخذنا قرارا موحدا بمواجهة هذا العدوان.

المذيعة: موقفكم منذ البداية وافقتكم عليه حماس؟
السيد النخالة: نعم، هذا كان موقفا موحدا، وكان منسجما وإرادة وقرار واحد. 

المذيعة: موضوع توسيع دائرة الرد، البعض قال أن هناك تغيير نوعي في طريقة وآلية الرد بالنسية للمقاومة في جولة التصعيد الأخير، نتحدث عن المديات، نتحدث عن الكشف عن صاروخ جديد، وفي دقة استهدافها، وأيضا سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي كانت من الامور التي تم الكشف عنها، لماذا الآن؟
السيد النخالة: 
شاهدتم حقد وفاشية ونازية استهداف منازل المواطنين مما اضطرنا للرد بهذه القوة، أنا قلت لم يكن هناك برنامج للمواجهة لكن اسرائيل حاولت أن تفرض معادلة في هذه المعركة، من جانبنا رفضنا هذه المعادلة، وتم الرد عندما استهدفت إسرائيل منازل المواطنين.

المذيعة: البعض يقول أنها ليست المرة الأولى التى تعتدى فيها إسرائيل على المدنيين، إنجاز التعبير عن آلية إدارة الرد بالنسبة للمقاومة في قطاع غزة وصفت بالنوعية هذه المرة، لماذا الآن؟ وماذا أريد أن يقال منها إضافة للصواريخ التي تم الكشف عن جزء منها؟ 
السيد النخالة:
يجب أن نلتزم أمام شعبنا أن يكون هناك رد على أي اعتداء اسرائيلي بهذا الحجم وبهذا الشكل، ولن نقبل أن تفرض إسرائيل قصف المنازل بهذه الطريقة ولا يتم الرد. المعادلة هذه تريد إسرائيل فرضها على المقاومة وعلى الشعب الفلسطيني، اعتقد كان من الحكمة والجرأة أن تتخذ قرارا بالرد على الاعتداءات، ونحن نتملك الإرادة والقوة والجرأة لنستهدف المدن الإسرائيلية المحيطة بغزة، وأقول كان يفصلنا عن قصف تل أبيب ساعات قليلة في هذه المعركة لولا تدارك الأطراف والسعي لوقف إطلاق النار. 

المذيعة: لم نعلم كثيرا عن حيثيات وقف إطلاق النار، لأن ما ينقله الإعلام العبري كثير وخصوصا ضمن ما قدم ،أن إسرائيل تسمح بدخول 3 مليون دولار لغزة، وتعهد من حركة حماس كما جاء بالنسبة لقناة كان الإسرائيلية بكبح جماع حركة الجهاد الإسلامي إضافة تخفيض حماس لمظاهرات الأسبوعية، وقف البالونات الحارقة، نقلا عن كان أن هذه التفاصيل التي افضت لوقف إطلاق النار. 
السيد النخالة: 
من الممكن أن هذه شروط إسرائيل ليس من الضروري أن تستجيب حماس لهذه الرأى في المفاوضات دخلت الأمم المتحدة، كانت القاهرة حاضرة، دخلت قطر على المشروع بحكم التزاماتها المالية، الجميع دفع باتجاه أن يكون هناك وقف إطلاق والتزام إسرائيل بتفاهمات التهدئة وتنفيذ ما التزمت به، حتى آخر لحظة حاولوا أن يسامون على توقف مسيرات العودة، وكان الموقف حازما وجازما بأن المسيرات لن تتوقف، وعلى إسرائيل أن تلتزم بما التزمت به بالقاهرة، وهذا ما حصل والجميع التزم، وعودة للتفاهمات التي تمت. 
1.    أن توسع إسرائيل نطاق حركة الصيادين في البحر. 
2.    تقديم التسهيلات في المعابر وحاجات السكان. 
3.    عدم إطلاق النار على مسيرات العودة. 
واعطينا التزاما من جانبنا بأن نوقف إطلاق النار أمام التزام إسرائيل، أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل الاشتباكات، على أن يتم تنفيذ التفاهمات بأقصى سرعة، وتابعنا لاحقا حال وقف إطلاق النار، واستعدادات إسرائيل بتنفيذ هذه التفاهمات.

المذيعة: ما هي المعادلة التي ارستها المقاومة مع نهاية جولة التصعيد هذه بالنظر إلى ما قلتله بالثالث من آيار سرايا القدس رهن الإشارة عشية بدء جولة التصعيد، وهناك نص صوتي منكم تقولون لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نصل لمبدأ التهدئة مقابل التهدئة، ، نحن نفضل الاستشهاد على أن يكون الأمر في إطار الاستسلام، لو توضح لنا بغيتكم من التهدئة؟
السيد النخالة: 
ما زلنا نقول أن غزة تقع تحت العدوان، الحصار هو عدوان على الشعب الفلسطيني، أيضا إطلاق النار على مسيرات العودة هو استمرار لهذا العدوان، إذا توقفت الاعتداءات على مسيرات العودة بالرصاص الحي بالوسائل الأخرى هذا جزء، الجزء الآخر يجب أن تنهي الحصار على قطاع غزة، نحن نتعامل بهذه المعادلة، وبالتأكيد إسرائيل بالعادة تعطي التزامات ولا تلتزم بها لاحقا، وفي السابق كانوا يقولون إسرائيل الابن المدلل، الابن المتمرد على كل القوانين الدولية، وهذا ما تباركه الولايات المتحدة ، ويلاقي صمتا من الدول العربية، وتصرخ كل المنطقة عندما يقتل إسرائيلي، في حين أن الشعب الفلسطيني يقتل يوميا في كل مناطق الضفة الغربية وقطاغ غزة، ولا نسمع أي اعتراضات، لذلك نحن نقول من واجنبا أن نواجه هذه الاعتداءات بالرغم من كل ما يمكن دفعه من خسائر مقابل هذا الالتزام، نحن ملتزمون بالدفاع عن الشعب الفلسطيني هذا الالتزام هو عهد ووعد لشعبنا الفلسطيني من المقاومة على أن نبقى على هذا الطريق، وأنا أعتقد أن هناك اجراءات وإشارات كثيرة تؤكد أن حربا تستهدف قطاع غزة قادمة ومحاولات لاحتواء المقاومة خلال الشهور الماضية واللاحقة، إذا لم يتم احتواء غزة وتجريدها من السلاح سنكون أمام معركة كبيرة في هذا الصيف.

المذيعة: في هذا الصيف نحن أمام استحقاق عمل عسكري، استحقاق تجريد المقاومة من سلاحها؟
السيد النخالة:
نتوقع ذلك نعم ، وكل الاجراءات تجري الان حيال غزة هي محاوله احتواء وتبريد موقف ،وارضاء اسرائيل ، لان اسرائيل تعتبر نفسها دوله عظمى في المنطقة ، كيف يمكن لقطاع غزة المحاصر والصغير 36 كيلو متر مربع كيف يصنع سلاحه ويقاوم هذه الدولة المتعجرفة التي تساندها اميركا وكل العالم ، وترى في قطاع غزة اقليم صغير يتمرد على هذه الدولة الكبرى ، هذا بالنسبة لإسرائيل يعتبر تحدي كبير ، وبالنسبة للذين قبلوا بوجود اسرائيل ان قطاع غزة اقليم متمرد على كل ما يجري من تسويات في المنطقة .

المذيعة: تم وقف إطلاق النار لتأجيل مواجهة للصيف المقبل، من طلب وقف إطلاق النار؟
السيد النخالة: أنا اعتقد أنه دخلت معادلة الأمم المتحدة عبر الميلاديوف والأخوة في القاهرة.
ورغبة كبيرة من إسرائيل بوقف إطلاق النار، لأننا نشهد بالأيام القادمة بالنسبة لنا احتفالات النكبة وإسرائيل تعتبرها احتفالات الاستقلال، وهناك اليورفيجن، فالتالي هناك مفترق طرق أن تستمر المعركة وتخسر هذه المناسبات ، أو تطلب وقف إطلاق النار. 

المذيعة: أريد أن أسمعها منك سيد النخالة، أنتم وفقا لتقديراتكم هل هناك حرب في الصيف المقبل، تحت استحقاق تجريد المقاومة من سلاحها ومن يخطط إلى جانب إسرائيل؟ 
السيد النخالة: 
أتوقع ذلك، وكل الجهود التي تبذل هي محاولة احتواء قطاع غزة وتجريده، إذا لم تنجح هذه المحاولات فأجزم بأن المعركة قادمة ووأن عدوانا قادما على قطاع غزة، والمقاومة لديها الاستعدادات الكافية وبنت كل توقعاتها وبنيتها العسكرية باتجاه معركة قادمة أمام أي عدوان ،نحن جاهزون للدفاع عن الشعب الفلسطيني ولكسر أي مخطط يستهدف تصفية القضية الفلسطينية ، أمام استحقاقات كبيرة ما قيل عنه صفقة القرن التي انجز جزء كبير منها باعتبار هضبة الجولان جزء من إسرائيل، والقدس عاصمة إسرائيل بقي جزء آخر للفلسطينيين هو ترويضهم وقبولهم بأن يكونوا جاليات متناثرة في داخل المجتمع الإسرائيلي، نحن أمام تحدي سياسي ومعركة كبيرة. 

المذيعة: أنتم تستعدون لمقاومة أو تصنعون خيارات أوسع على مستوى محور، هل تقيمون الأمر على مستوى المحور يمتد من طهران إلى فلسطين المحتلة؟
السيد النخالة: 
بلا شك هناك خطة ممنهجة تقودها أمريكا ضد المنطقة تتمثل بحصار إيران، حصار المقاومة في المنطقة، ولكن ممكن أن تبدأ في قطاع غزة وهذا ما أرجحه على الأغلب لأن غزة تشكل تهديد جدي وحقيقي على إسرائيل. 
وإسرائيل لا تقبل أن يمس بهيبتها، قيمة غزة بحجمها وقدرتها على مواجهة إسرائيل، وأن الشعب الفلسطيني نفسه صاحب الحق هو الذي يقود هذه المواجهة، وبالتالي يجب أن يكون كل محور المقاومة مجندا لحماية الشعب الفلسطيني. 

المذيعة: متى تبقى المواجهة بين قطاع غزة كجبهة في مواجهة مقابل إسرائيل ومتى تتسع أوسع من ذلك على مستوى المحور؟ 
السيد النخالة:
حقيقة العدوان واحد، والمعتدي هو جهة واحدة، وصاحبة المشروع هي إسرائيل وحلفاءها، لذلك على الجميع أن يدرك أننا في هذا الصف وفي هذا الخندق يجب أن نقف واقفة واحدة بالدفاع، ولكن أؤكد أن قطاع غزة هي ما زالت النقطة الأكثر سخونة في المواجهة، وتمتلك مقاتلين أكثر شجاعة وجرأة على ضرب إسرائيل..
والشعب الفلسطيني كما تقصف غزة يمتلك القدرة على قصف تل أبيب، هي مقابل تل أبيب. 

المذيعة: نتحدث عن مرحلة حالية بين الترغيب والترهيب لحسم الأمر في قطاع غزة على مبدأ تجريد سلاح المقاومة من قطاع غزة مرورا بصفقة كبيرة على مستوى صفقة القرن، ما الذي جرى في القاهرة لماذا عدتم من القاهرة؟ ما الذي قدم لكم في إطار تثبيت تفاهمات التهدئة منذ عام 2014م؟ 
السيد النخالة:
أود أن ألخص المسألة في نقاط. 
أولاً: التزام اسرائيل بالتفاهمات التي تمت قبل هذا العدوان والاسراع في تنفيذ هذه التفاهمات. 
ثانياً: التزم إسرائيل بعدم اطلاق النار على مسيرات العودة. 
هذا ما تم الاتفاق عليه وعلى أساسه تم وقف إطلاق النار في لحظة الاشتباكات والحرب مع إسرائيل ،يجب لا ينسى أحد أن المقاومة تتعرض لضغوط كبيرة عبر علاقتها، وعبر هذه التعقيدات الإقليمية الدولية ونحن نهتم أيضا بحسابات الاعتداءات على الشعب الفلسطيني لكن ليس دائما يجب أن يشعر العدو أنه بهذا الضغط على المدنيين يمكن أن يكسر إرادة الشعب الفلسطيني والمقاومة، في لحظة معينة نأخذ قرارا بوقف إطلاق النار ولكن في نفس اللحظة يمكن أن نبدأ في تصعيد جديد. 

المذيعة: ما الذي يفصل دون تنفيذ هذه التفاهمات التي عرضت الكثير من النقاط وأيضا بعض الشخصيات في الجهاد الإسلامي وأيضا أطراف اخرى في الفصائل الفلسطينية تحدثت عنها وذكرت بعضها؟ 
السيد النخالة:
تابع الأخوة في القاهرة تنفيذ هذه التفاهمات في القاهرة بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار والالتزام بالتعاهدات.
وستشرف مصر على تنفيذ هذه التعاهدات ، اعتقد أنه تم الشروع في تقديم التسهيلات والعودة لما كان قبل الاشتباكات وفتح المعابر، نحن نراقب ونتابع التزام العدو بهذه الالتزامات والتعاهدات، ونحن أمامنا لاحقا مسيرات العودة التي ستخرج بعشرات الآلاف في ذكرى النكبة وسنرى السلوك الإسرائيلي في الميدان. 

المذيعة: الخامس عشر من آذار سيكون يوم اختبار للسلوك الإسرائيلي.؟
السيد النخالة: 
بالتأكيد، سلوك إسرائيل تجاه المسيرات سوف يحدد مساراً آخر إذا كان هناك عنف أو إطلاق نار على المتظاهرين سوف يكون هناك موقف للمقاومة، نحن وحماس وباقي الفصائل متفقين على موقف واحد تجاه الاعتداءات على مسيرات العودة، لذلك أنا اعتقد أن موقفنا وحركة حماس هو موقف منسجم بالكامل تجاه التعاطي مع أي اعتداء اسرائيلي، ونحن متفقين على العمل من خلال غرفة العمليات بما يضمن حماية الشعب الفلسطيني. 

المذيعة: هناك حديث في الاعلام العبري يقول ن هناك نشأ بين حماس والجهاد، أو بينك أنت وبين السنوار على وقف إطلاق النار .. ؟
الاستاذ النخالة:
الاعلام العبري يحاول دوما أن يضرب العلاقة بين حماس والجهاد من خلال بعض الروايات غير الدقيقة. 
وأنا أحب أن أؤكد أن التنسيق بينا وبين حركة حماس هو في أعلى أعلى مستوى، متوافقين تمام، ولم يحدث أي خلاف بيني وبين الأخ يحيى السنوار. 
وموقفي من يحيى السنوار أنه قائد حيوي وحقيقي ويرتكن عليه في اللحظات الطبيعية وإنسان وطني من طراز فريد ومنسجمين تماما واتفقنا على تفاصيل كثيرة حول علاقة حماس والجهاد الإسلامي إن كان على مستوى الميدان أو على المستوى السياسي.

المذيعة: الاعلام الإسرائيلي يقولون أنكم ستستغلون ذكرى يوم الأرض أو مهرجان الأغنية الأوروبية لشن بعض الاستهدافات بعيدا عن قرار حركة حماس؟ 
السيد النخالة: على العدو أن ينتبه أن أي اعتداء على الشعب الفلسطيني سوف يرد عليه ، بغض النظر عن المناسبة. 
ولكن إذا استغل مسيرات العودة ومارس العنف تجاهها سوف يكون لنا رد وعلى حكومة إسرائيل أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار. 

المذيعة: ألا يوجد مشكلة بين حماس والجهاد الإسلامي على من يقود القطاع أو أن مواقف الجهاد منسقة مع إيران أولاً؟
السيد النخالة:
نحن نقول أولا أن حركة حماس هي من تدير قطاع غزة وحماس تنسق مع المقاومة وتسمح للحركة لها بحرية لا تجاهي ذاتها حركة مقاومة. 
ونحن متفقون مع حماس ثم مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية وأي عدوان إسرائيلي ومتكاملين في الميدان. 
ونحن لا ننازع حركة حماس السلطة في غزة بل نحن ندعم وجود حركة حماس كمسئولية عن قطاع غزة. 
وكل ما نطلبه هو الانسجام والتنسيق مع حركة حماس للتصدي للاحتلال الإسرائيلي وأي عدوان. 

المذيعة: هل طرح موضوع سلاح المقاومة في لقاءات القاهرة؟
السيد النخالة: لا، لم يطرح أحد هذا الموضوع، ولكن الأجواء كلها والخطاب الأمريكي والإسرائيلي يتحدث عن هذا السلاح الموجود في قطاع غزة. 
وأنا أقول ولله الحمد إن غزة الآن تصنع سلاحها لوحدها، ويوجد انجازات كبيرة في هذا المجال ونحن جاهزين لأي عدوان والعدو يعرف جيدا ما يجري في قطاع غزة.

المذيعة: ضغوطات كبيرة تعرضتم لها بشأن سلاح المقاومة هل يمكن التفاصيل في ذلك وذكر من خلف هذه الضغوطات؟ هل تم الحديث عن نزع سلاح المقاومة مباشرة؟
السيد النخالة:
لا أستطيع أن أسمي بالتحديد، ولكن المناخ العام في المنطقة ذاهب بهذا الاتجاه، ومؤشر ذلك طلب محمود عباس أبو مازن بتجريد سلاح المقاومة في غزة، واعتباره لحركات المقاومة أنها مليشيات ولم يقبل بالعودة طالما فيها سلاح. 
هذه الرسالة هي رسالة النظام العربي وليس رسالة محمود عباس والرئيس محمود عباس لا يملك أي قوة لتجريد المقاومة من سلاحها في غزة. 
أستطيع أن أقول أن المصالحة وصلت لطريق مسدود وأن مصر لن تتابع موضع المصالحة بعد الآن .. 

المذيعة: لماذا؟ 
السيد النخالة:
لأنها وصلت لطريق مسدود، ولأنها قررت أن الرئيس محمود عباس لا يريد العودة لغزة ، وغزة لهذا الشكل وهذا يعكس إرادة إسرائيلية عربية. 

المذيعة: هل تواصلتم مع إيران في التصعيد الأخير؟ 
السيد النخالة:
لا ،، لا داعي للتواصل مع إيران، نحن نتواصل بشكل عام، فهم حلفاؤنا وأصدقائنا ويدعمون المقاومة والشعب الفلسطيني والتوصل لا ينقطع. 
وما زلت مقتنع وأتبنى فكرة أن غزة هي الجبهة الأكثر ترشحا للحرب من أي منطقة أخرى.

المذيعة ..هل تواصلتم مع المقاومة في لبنان؟
السيد النخالة:
لا لم نتواصل .. فالتواصل موجود عبري أو عبر أخوة آخرين، ونحن لم نقطع الاتصالات مع الأخوة في حزب الله أو إيران لأنها خط جبهة مفتوح طوال الوقت. 

المذيعة: لاحظنا تعمد نشر صور للقاءات مع المقاومة في لبنان أنتم وحركة حماس، هل لذلك دلالات ووسائل؟
السيد النخالة: لسنا محتاجين لإرسال رسائل لأحد، المقاومة مفتوحة التواصل بينها طيلة الوقت والخط لا ينقطع واللقاءات لا حدود لها. 

المذيعة: البعض يقول أن كان هناك حرب فلن تكون الجبهة كلاسيكية أي جبهة مقابل جبهة؟ 
السيد النخالة:
اللقاءات مفتوحة مستمرة لا تنقطع تناقش فيها كل المسائل ويتم تقييم الوضع باستمرار وبيننا وبين المقاومة لا حدود لأي شيء لتقييم الموقف تجاه إسرائيل. كل محور المقاومة متوافق على هذا. 

المذيعة: حتى مع سوريا وحماس؟
السيد النخالة:
لا أريد أن أدخل للتفاصيل ولكن اعتقد أن الخطوط مفتوحة. 
حماس حركة صلبة وأنا أثق بقيادتها وأثق برؤيتها واعتقد أننا نسير كتف بكتف بمواجهة إسرائيل، لا أحد يشك في أن حماس لديها موقف آخر، ولا تخرج اجتهاد لها عن النقطة المركزية والأساسية أن حماس جزء من منظومة المقاومة في المنطقة. 

المذيعة: الأسرى يوجهوا لك تحية ويسألون عن موضع الأسرى عندكم؟
السيد النخالة:
الأسرى في حبات عيوننا وهم قادة تاريخيين في هذه المسيرة ولهم النصيب الأكبر في كل الجهود التي تجري وأقدم لهم التحية وليتأكدوا أنهم لا يغيبون عنا لحظة واحدة ونعمل دوما بكل الأشكال الممكنة على أن يكونوا بيننا. 

المذيعة: كيف تقيمون واقع الموقف العربي في التعامل مع التصعيد في الجولة الأخيرة وكذلك في إطار صفقة القرن؟ 
السيد النخالة:
الموقف العربي مختلف ومتأخر جدا عن تقديم الدعم للشعب الفلسطيني. 
وأنا لا أستطيع أن أفهم الدول العربية تشاهد أهلنا في قطاع غزة يحاصرون حتى في أبسط الأشياء ويصمتون عن ذلك ..؟؟
نعم هناك بعض المساعدات تقدم من العبض مثل دولة قطر، وبالمناسبة أنا أشكرهم على هذا الدعم وكنت في زيارة لقطر قبل مدة وأبدوا استعدادهم لتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني وأنا أقدم لهم الشكر الكبير على هذا الجهد. 
موقف قطر بهذا الحجم هو ما تستطيع أن تقدمه قطر في هذه المرحلة، ونحن نقول لا يكلف الله نفسا إلا وسعها. 

المذيعة: هل مقتنعون بما تقدمه قطر؟ 
السيد النخالة:
يوجد سقوف لهذه المساعدات، للأسف هذا هو الواقع. 
ممكن لديها رغبة أن تقدم أكثر كما سمعنا منها، ولكن يوجد موانع مثل الأمريكان حاضرون في المنطقة، ويوجد سقوف لحركة الدول في هذا المجال. نحن نشكر أي جهة تقدم للشعب الفلسطيني .

المذيعة: هل هذا ينسحب على باقي الدول العربية ومنها السعودية؟ 
السيد النخالة:
للأسف على الجميع، أنا اعتقد أن تحديد الدعم العربي للشعب الفلسطيني هو مسقوف بالموقف الأمريكي. 

المذيعة: هل ينظرون للمقاومة على أنها وسيلة حق لتحرير الأرض؟ 
السيد النخالة:
للأسف أنا أعتبر أن إيجابية خطابهم تجاه إسرائيل أكبر بكثير من إيجابية الخطاب تجاه الشعب الفلسطيني وللأسف جزء كبير من الدول العربية يعتبرون المقاومة إرهابا في مواجهة إسرائيل.
الكل يسعى الآن لاسترضاء أمريكا وإسرائيل وإقامة علاقات مع إسرائيل ، وإيضا يتهربون من المقاومة، والتزاماتهم تجاه الشعب الفلسطيني، هذا موقف مقروء، نحن نوصف ما يجري في المنطقة ولا نتهم جزافا ولا نتهم أحد، نوصف ما هو واقع. 

المذيعة: انطلاقا من ذلك نتحدث عن حملة التطبيع الكبيرة بالتزامن مع عجلة التصعيد الأخير كان هناك موقف من وزير الدولة للشئون الإسلامية السعودي تحدث عن الهولكوست وفظاعة ما جرى وهناك استضافة لوفد من اليهود من ضمنهم إسرائيليين في المملكة العربية السعودية؟ 
السيد النخالة: 
هذا ما يؤسفنا هولكوست تجاه اليهود ، الهولوكست تجاه الفلسطينيين مغيب، ما يجري في غزة هو هولوكست وإسرائيل تمارسه وللأسف تلقى تأيدا، وغض طرف من كل دول العالم، إسرائيل تهدم بوحشية والحقارة ولا يسمع صوت انتقاد لإسرائيل. 

المذيعة: جملة أخيرة حول صفقة القرن؟ 
السيد النخالة: 
صفقة القرن قطعت الولايات المتحدة جزءا كبير منها، باعتبار هضبة الجولان اسرائيلية، والقدس عاصمة إسرائيل، هذا جزء، ما تبقى هو اتمام وضع حل لما تبقى من الضفة الغربية، لذلك سيأتي الأسوء، لأنه لا يوجد في العقل الإسرائيلي أو الأمريكي دولة للشعب الفلسطيني.