الذكرى العشرون لاستشهاد القائد محمد صالح ياسين (العانيني)
إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
ميلاد فارس:
كانت قرية عانين قضاء جنين على موعد مع فارسها محمد صالح ياسين في 22 يناير 1974م، لعائلة مؤمنة بدينها ووطنها، مكونة من شقيقين وأخت واحدة.
تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس عانين، ثم انتقل إلى قرية السيلة الحارثية، وهناك واصل تعليمه.
روح وريحان:
تصفه والدته بالقول: إن ابنها محمد كان متفوقاً في دراسته، لا يبرح الكتب ولا الدراسة. وتضيف: كان محمد هادئاً عرف عنه بساطته ورقته في التعامل مع الآخرين، غير أن الاحتلال حوله إلى أسد هصور يفترس من يعترضه من المحتلين الغزاة.
في صفوف الجهاد:
بدأ مسيرته الجهادية بالعمل السري في مرحلة مبكرة، حتى تمكنت قوات الاحتلال من اعتقاله عام 1993م، حيث تعرض لصنوف التعذيب والتحقيق، وحوکم بالسجن الفعلي لمدة سنة ونصف بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الاسلامي، والقيام بمواجهات ضد الاحتلال.
بعد خروجه من السجن بفترة وجيزة، اندلعت انتفاضة الأقصى، فالتحق بسرايا القدس الجناح العسكري للحركة، وأصبح مطارداً لقوات الاحتلال.
وساهم بالتخطيط والمشاركة في عدد من العمليات الاستشهادية والبطولية في محافظة جنين وداخل الأراضي المحتلة عام 1948م.
اعتقلته أجهزة أمن السلطة برفقة الشهداء القادة وليد العبيدي وأيمن دراغمة ومحمود طوالبة، ونجوا جميعاً من القصف الصهيوني الذي استهدف سجن نابلس عام 2002م.
ونجا من محاولة اغتيال، حيث تسللت أفراد من وحدات المستعربين الصهاينة متخفين بالزي المدني وحاصروه في محاولة لتصفيته، ولكنه تمكن من النجاة، واغتال الاحتلال الشهيد مصطفى ياسين ابن سرايا القدس أمام زوجته وأطفاله.
شارك مع الشهيد القائد أيمن دراغمة في التخطيط والتنفيذ للعمليات البطولية في منطقة الأغوار، ومواجهة جنود الاحتلال.
تولى قيادة سرايا القدس في جنين مع عدد من قادة السرايا، فكرس حياته للجهاد والمقاومة، كما شارك في معركة الدفاع عن مخيم جنين في هجوم اَذار 2002م.
شهيداً على طريق القدس:
عقب العملية الفاشلة، بدأت قوات الاحتلال بمداهمة منزل العائلة والتهديد بتصفيته، وهكذا أصبح شهيدنا المقاوم محمد على رأس قائمة المستهدفين والمطلوبين لأجهزة الأمن الصهيونية التي كثفت من ملاحقتها له.
وفي 7 مارس 2002م، تمكنت قوات الاحتلال من نصب كمين له وحاصرته في أحد المخابئ في قرية سيريس جنوب جنين وحاولوا اعتقاله، ولكنه رفض الاستسلام وخاض معركة بطولية معهم حتى استشهد راضياً مرضياً.