نص كلمة القائد المجاهد زياد النخالة " أبو طارق " الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين النـسـوي لحـركة الجهـاد الإسـلامـي خلال المؤتمر النسوي الثـانـي: "المـرأة الفلسطيـنيـة صمـود وتحـدي"، بمنـاسبة يـوم المـرأة العـالمـي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الدكتورة أسمهان عبد العال رئيسة المؤتمر
الأخوات قيادة العمل النسائيّ في حركة الجهاد الإسلاميّ
الأخوات والإخوة المشاركون والضيوف
يشرفني أنْ أشارك في مؤتمركنّ الموقر للسنة الثانية على التوالي، انطلاقا منْ فهم حركة الجهاد لدور المرأة في المجتمع، وأهميته في بناء مجتمع قويّ متماسك، وهذا ما تعلّمْناه منْ ديننا.
ومن الأهمية بمكان أنْ نؤكد على دور المرأة في المجتمع، والذي يمكن أنْ يتجاوز دور الرجل في كثير من المحطات، فتصبح مقولة أنّ المرأة نصف المجتمع غير مطابقة للواقع.
فالمرأة الأمّ والمرأة المربية هي التي تعطينا كلّ هذه الأجيال على تنوعها، ولذلك نحن أمام حقيقة واقعية تؤكد أنّ الأمّ مدرسة، بكلّ ما تعني الكلمة منْ معنى. لكنّنا للأسف لا نعطي المرأة هذه القيمة التي نتحدث عنها، بأنّها مدرسة ومربية أجيال، ونغمض أعيننا لأسباب كثيرة تتعلق بعدم الفهم الحقيقيّ لدور المرأة الجدة والمرأة الأمّ، ودور المرأة الزوجة، ودور المرأة الأخت... كلّ هذه العناوين يتمّ تجاهلها في المجتمعات، مع أنّها أساسية وجوهرية في تحديد حجم مسؤوليات المرأة التي تؤديها، ونتجاهلها ونغفل عنها. وأعتقد أنّ دور المؤتمرات التي تعقد وتناقش دور المرأة يجب أنْ تتناول كلّ هذه الأدوار التي تؤديها المرأة، وتقوم بدراستها بجرأة وقوة.
وهنا في فلسطين، وبجانب أدوار المرأة في المجتمعات، نقف على الدور الإضافيّ الذي تقوم به المرأة، كأمّ شهيد، وأخت شهيد، وزوجة شهيد، وجدة شهيد، وابنة شهيد، وما لهذا الدور منْ أهمية في صراعنا مع العدوّ. إنّ ما رسختْه المرأة الفلسطينية بنضالها وثباتها ليس دورا عاديّا، لقدْ أصبح نموذجا فريدا لا تملكه إلاّ نساء فلسطين.
واليوم ونحن نحتفي بنساء فلسطين؛ أمهات الشهداء والشهيدات، والأسرى والأسيرات، والزوجات الصابرات المكافحات، في كلّ الميادين، يتراءى لنا مشهد لا مثيل له، وهنّ يودعْن الشهداء ببأس كبير، ويحتضنّ الأبناء بقوة ويقين، ويواصلْن بقوة أكثر وصلابة أكبر، وأصبحْن نموذجا للعطاء في كلّ شيء. وجميعنا ننحني بكلّ ما نملك منْ قوة، أمام أخواتنا الأمهات في الضفة الغربية الباسلة، حارسات الجهاد والمقاومة، واللاتي يقدمْن أبهى معاني العزة والكرامة. نرفع رؤوسنا بهنّ، يعطيننا الأمل بأنّ مسيرة شعبنا نحو القدس ونحو فلسطين لنْ تتوقف. فيا أمهات الشهداء والأسرى، لكنّ المجد وأنتنّ تتقدمْن مسيرتنا في كلّ المواقع، وفي كلّ المحطات، وتعطيننا الأمل بصبركنّ وعطائكنّ الذي لا يتوقف رغم كلّ شيء.
وفي ختام كلمتي، أؤكد على أهمية دور المرأة في حركة الجهاد الإسلاميّ، والتي كان لها دور فاعل منذ البدايات، ولا ننسى قيامها بالمهمات الصعبة تحت الاحتلال، في نقل الرسائل والذخيرة والسلاح، وحفظ أسرار المقاتلين، والحفاظ على أماكن تواجدهم.
لقدْ كان وجود الأخوات في حركة الجهاد لصيقا بانطلاقة الحركة، وتاريخها النضاليّ في كلّ مراحل التأسيس، وصولا إلى هذا اليوم الذي نرى ونشارك أخواتنا في "الإطار النسويّ"، بجندياته وقياداته، وهنّ يصنعْن صورة أبهى وأعمق، متسلحات ببأس الصادقين. وفي جميع صفوفهنّ أمهات الشهداء، وبناتهم وزوجاتهم، جزءا أصيلا منْ جهادنا ومقاومتنا.
تحية لكنّ وأنتنّ تؤكدْن على دور المرأة في مجتمعنا المقاوم.
تحية اعتزاز وفخر بأمهات الشهداء جميعهنّ، وسيدات هذا المقام، السيدة أمّ رضوان الشيخ خليل رحمها الله، والسيدة أم إبراهيم الدحدوح، وأم إبراهيم السعدي، وأمهات الشهداء جميعهنّ، امتدادا منْ غزة حتى جنين.
وتحية اعتزاز لكلّ شهيدات فلسطين، ونستذكر منهنّ الشهيدات درة تاج الشهداء: الشهيدة هنادي جرادات، وهبة دراغمة، وميرفت مسعود، وآيات الأخرس، ودارين أبو عيشة، وسناء قديح، وأمّ المجاهدات الأسيرة المحررة عطاف عليان، والأخوات منى قعدان، ولينا الجربوني، وأخواتهنّ المجاهدات الصامدات في معتقلات العدوّ.
تحية لكنّ جميعا، وأبارك مؤتمركنّ، وأدعو لكنّ بالتوفيق.
والسلام عليكم ،،،