وحدة الشعب الفلسطيني وقوى المقاومة أمر بالغ الأهمية يجب الحفاظ عليه
المقاومة تستطيع أن تقاتل العدو وتنتصر عليه إذا توفر الدعم القوي والدائم
أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، القائد زياد النخالة، أن وحدة الشعب الفلسطيني وقوى المقاومة أمر بالغ الأهمية، يجب المحافظة عليه وتعزيزه، موضحا أن المقاومة الفلسطينية تستطيع أن تقاتل العدو، وتنتصر عليه، إذا وجدت الدعم القوي والدائم.
جاء ذلك في خطاب للقائد النخالة خلال مهرجان (ثأر الأحرار) الذي نظمته حركة الجهاد الإسلامي وذراعها العسكري سرايا القدس، اليوم الجمعة، على أرض الكتيبة غرب مدينة غزة، لتأبين شهدائها القادة الذين ارتقوا خلال المعركة الأخيرة.
وشارك في المهرجان عشرات الآلاف من أنصار وكوادر حركة الجهاد الإسلامي، يتقدمهم أعضاء المكتب السياسي للحركة وقياداتها في مختلف المحافظات، وبحضور فصائلي من كافة القوى، وشخصيات اعتبارية ونخبوية وأكاديمية وعشائرية.
وقال القائد النخالة: في مهرجان الشهادة هذا، يلتقي الشعب المجاهد، ليؤكد أن الشهيد لا يذهب إلى الموت، بل يذهب إلى الاشتباك المستمر، عبر حضوره الدائم في حياة الناس، وحياة إخوانه ورفاق دربه، فنحن نحفظ أسماءهم، ونحفظ وجوههم، ونحفظ وصاياهم، وسنحمل أسماءهم، وألقابهم، وأحلامهم، جيلاً بعد جيل، وسنكتب أسماءهم، في يوم آتٍ لا محالة، على أسوار القدس ومسجدها وأبوابها".
وتابع بالقول: من هذا المكان، وفي هذا اليوم، وأمام هذا الحشد الكبير، وأمام العالم، أؤكد أن أوهام القوة والغطرسة لدى العدو ستتحطم، أمام إرادة الشعب الفلسطيني، وقدرته وإصراره على إدامة الاشتباك، وإصراره على القتال المستمر، حتى الانتصار الكبير، ولن نتردد في تقديم التضحيات من أجل هذا الهدف، وإن شهداءنا بتضحياتهم هم الذين يقودون طريقنا الأمثل، في تحقيق توازن الرعب مع عدو مدجج بكل أنواع السلاح".
واستطرد القائد النخالة: لقد نجحنا في معركة ثأر الأحرار، ببركة دماء الشهداء، في المحافظة على وحدة الشعب الفلسطيني، وصمدنا وقاتلنا، رغم فقداننا الأعز من إخواننا ومقاتلينا، وفقداننا عائلات بأكملها، لكننا أثبتنا للعدو في قتالنا، أننا على استعداد دائم لأن نخوض المعركة تلو الأخرى، دفاعًا عن شعبنا، ومنعًا من أن تستباح دماؤنا، كلما أراد العدو أن يفعل ذلك، وهنا أعيد ما قلته سابقًا، إن أية عملية اغتيال سيكون ردنا عليها قويًّا وواضحًا ومؤلمًا، ولن تكون تل أبيب وغيرها من مدن الكيان الصهيوني بعيدة عن مرمى صواريخنا ورصاص مقاتلينا".
وزاد بالقول: تتزاحم في هذه الأيام الذكريات المؤلمة؛ ذكرى النكبة الكبرى التي ألمت بالشعب الفلسطيني عام 48، وذكرى سقوط بيت المقدس عام 67، وغيرهما من المناسبات التي تركت جرحًا عميقًا في جسد أمتنا. ورغم كل الظروف الصعبة والمعقدة، واختلال موازين القوى العسكرية لصالح العدو، ما زال شعبنا الفلسطيني الشجاع يقاتل، وما زال يجترح المعجزات في الصمود والصبر، ورغم المعاناة المستمرة، فقد صبرنا وصمدنا، وفي محطات كثيرة خضنا معارك كبرى وقاتلنا، دفاعًا عن هويتنا وتمسكنا بحقوقنا، وبقيت قضيتنا حية... أرادوا أن يغيبوها بالسياسة فعقدوا اتفاقيات وهمية، وأرادوا أن يقتلوها فشنوا الحروب، وحشدوا كل جنودهم وأسلحتهم، ولكننا نقف اليوم أكثر قوة من أي وقت مضى، وأكثر إرادة، وأكثر إصرارًا على التمسك بحقوقنا في فلسطين والقدس".
وأوضح القائد النخالة أن معركة ثأر الأحرار يوم جديد في عمر الشعب الفلسطيني، ويوم للوحدة، ويوم لتكامل المقاومة بكل أسمائها، ويوم عظيم لحركة الجهاد الإسلامي، ويوم عظيم للشعب الذي وقف موحدًا، متحديًّا العدوان الصهيوني بكل شجاعة واقتدار.
وقال: لقد ارتكب العدو في جنح الليل، وفي زنازين الاحتلال، جريمة اغتيال الشهيد خضر عدنان، وتلاها جريمة أخرى بشعة بحق إخواننا القادة، وعائلاتهم وأطفالهم، ظانًّا وواهمًا أن نبتلع دمهم، ونمضي إلى حياتنا وأسواقنا، وبعض من أيام السفر المستجدي لحاجات الناس الضرورية، هكذا يجب أن نفهم هذه الجريمة، كنتيجة من نتائج فهم العدو بأننا يمكن أن نساوم على دمنا، مقابل بعض الأشياء العابرة، فخرج لهم مقاتلونا، ليعيدوا ترتيب المعادلات مرة أخرى".
وشدد على أن المعارك تثبت، مرة تلو الأخرى، أن بإمكان أمتنا أن تنتصر على المشروع الصهيوني الذي قهرها، وكان سببًا أساسيًّا في تبعيتها وضعفها، منذ غرس هذا الخنجر في القلب منها.
وأضاف الأمين العام للجهاد الإسلامي: لقد استطاع شعبنا الشجاع أن يمرغ أنف العدو في التراب، ويكسر هيبته أكثر من مرة. وما جرى في معركة ثأر الأحرار أكبر دليل على ذلك، راجعوا نص الاتفاق الذي تم بناء عليه وقف العدوان على غزة، تدركوا تمامًا معنى ما أقول، يقول الاتفاق نصًّا: "تعلن مصر، وبناء على موافقة الطرفين؛ الفلسطيني والإسرائيلي، وقف إطلاق النار...".
ألم يسأل أحد في عالمنا: من هذا الطرف الفلسطيني؟ إنه الجهاد الإسلامي، فصيل فلسطيني واحد، لا يملك في الحقيقة سوى مقاتليه الشجعان، وشعب عظيم يقف خلفه، ومقاومة شكلت حاضنة معنوية وعملية له".
وتساءل القائد النخالة: منذ متى كانت تقبل "إسرائيل" أن يكون الفلسطيني ندًّا لها، يجبرها على وقف العدوان، ويلجم جيشها عن الإجرام؟!فصيل فلسطيني واحد، يقاتل في الميدان، ويفاوض لوقف العدوان، وغير ذلك، يلتزم العدو بعدم استهداف المدنيين، وعدم استهداف الأفراد، والتوقف عن هدم المنازل، وحتى لو لم يلتزم العدو بذلك لاحقًا، لكن أين العنجهية؟! وأين الجيش الذي لا يقهر؟! وأين سطوة "إسرائيل"، ورفضها حتى القرارات الدولية؟".
وكشف القائد النخالة عن أن العدو كان يكذب، عندما يقول إنه انسحب من المفاوضات أكثر من مرة، مضيفا: نحن الذين رفعنا أكثر من مرة جلسات المفاوضات، وما قبل اليوم الأخير أجلنا المفاوضات إلى اليوم التالي. وفي اليوم الخامس للعدوان قدمنا نص الاتفاق النهائي، ووضعناه على الطاولة، بعد خمسة أيام من القتال، وقلنا لهم: إما أن يقبل العدو بهذا النص، أو ننسحب من المفاوضات".
وأكمل بالقول: هذا هو برهاننا على أن أمتنا تستطيع أن تفعل أشياء كثيرة، وأن تغير في المعادلات، إن أمتنا تمتلك من الإمكانيات ما يفوق إمكانيات العدو، لكن ينقصها إرادة القتال، وإرادة الصمود، إن الكيان الصهيوني بالرغم من امتلاكه كل أدوات القوة، فإنه لا يمتلك المقاتل الذي لدينا، ولا المواطن الفلسطيني الذي لدينا، لقد رأيتموهم كيف يهربون إلى الملاجئ، هلعًا ورعبًا، حتى أنه دخل في قاموس الحروب مصطلح مصابون بالهلع".
وقال القائد النخالة: نحن نعرف أن أمامنا تحديات كبيرة، وندرك أن معركة واحدة أو أكثر لن تكون قادرة على تحقيق كل أهدافنا وطموحاتنا، ولكنني أستطيع أن أقول إن معاركنا السابقة في سيف القدس، ووحدة الساحات، وغيرهما من المعارك، واليوم معركة ثأر الأحرار، قد وضعت جميعها أقدامنا على الطريق الصحيح الذي بدأناه، وانطلقنا باتجاهه، ولن نتوقف، وشعبنا الفلسطيني المقاتل والشجاع، هذا العنصر الحيوي في معادلة الصراع، مدعوم ومؤيد بقليل من إمكانيات الأمة؛ ما زال العنصر المهم والأساسي الذي يعمل ضد توازن القوى، ويثبت حضوره كل يوم، بمقاومته الممتدة من الضفة الباسلة بقليل من المقاتلين الذين لا يملكون إلا القليل من السلاح، ويشاغلون العدو بدمهم وبطولاتهم، إلى غزة الباسلة التي استطاعت بإرادة رجالها، ومساعدة إخواننا في محور المقاومة، أن تصنع سلاحها، وتدافع به عن نفسها، وتقاتل وتصمد، بإرادة المقاومة، ممثلة بغرفة العمليات المشتركة، وبإرادة شعبها المظلوم والمحاصر".
ودعا الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، مؤتمر القمة المنعقد حاليًّا في جدة، إلى تحمل مسؤوليته تجاه القضية الفلسطينية، ومعاناة الشعب الفلسطيني.
وأثنى على موقف الأمين العام لحزب الله اللبناني، الذي توعد فيه بالتدخل في المعركة لواضح، مشيدا بحضور الغرفة المشتركة الدائم، واستعدادها بكل قواها للدخول في المعركة.
وطالب القائد النخالة المقاتلين في كل مكان وعلى وجه الخصوص في غزة والضفة بالابتعاد عن كل الأدوات والوسائل وخاصة أجهزة الهاتف الجوال التي يمكن للعدو الاستفادة منها في تحديد أماكن تواجدكم.
ووجه الشكر لكل الذين وقفوا مع الشعب الفلسطيني مؤيدين ومساندين، وعلى رأسهم جمهورية إيران، وحزب الله، وسوريا، واليمن ومصر، وإلى وسائل الإعلام التي غطت أحداث العدوان، وإلى كل الذين اتصلوا، وأعربوا عن تأييدهم للمقاومة