قال الدكتور يوسف الحساينة، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إن صفقة القرن تهدف إلى إنهاء المقاومة من خلال نزع سلاح حماس والجهاد اللتين تمثلان قوتين في مواجهة تلك الصفقة وعدم تمريرها، محذرا من إمكانية شن حروب على غزة لنزع سلاحها، ومؤكدا أن المقاومة ستتصدى لأي عدوان صهيوني وستواصل دفاعها عن شعبها لإفشال مخططات العدو.
وأضاف د. الحساينة في حديث له خلال ندوة سياسية نظمتها حركة الجهاد بغزة: الخطر قائم وقد تشهد المرحلة شن حروب على غزة بهدف نزع سلاح المقاومة أو من خلال أدوات ناعمة في المستقبل من خلال الازدهار الاقتصادي في غزة أو هدنة طويلة وغلق المنافذ التي تمد المقاومة بأدواتها".
وأشار إلى أن خطورة الصفقة على الشعب الفلسطيني تكمن في التضييق الاقتصادي والأمني على غزة والضفة لدفعهم للهجرة، وتثبيت الكيان كقوة مركزية في المنطقة التي قسمت وأشغلت في حروب واستنزفت في توترات داخلية وخارجية وضغط اقتصادي وسياسي وعسكري وأمني ما جعلها ضعيفة لصالح تقدم الاحتلال بخطوات قوية إلى الأمام.
وتابع الحساينة بالقول: وتهدف هذه الخطة أيضا إلى أن تصبح كل المنطقة مع الكيان الصهيوني وأن يصبح كيانا طبيعيا، وهذا مرهون بالأداء الفلسطيني الذي يجب أن يكون في عمقه الشعبي رافضا لهذه السياسة".
ووصف عضو المكتب السياسي للجهاد ما يجري في المنطقة بأنه "حالة من السقوط المدوي للأنظمة الخانعة من خلال إقامة العلاقات مع العدو الصهيوني والارتهان للإدارة الأمريكية"، مبينا أن صفقة ترمب تقوم على مبدأ التبادل السكاني والجغرافي، حيث عرض على الفلسطينيين أن يأخذوا المثلث مقابل فرض دولة الاحتلال السيطرة على المنطقة C وتثبيت المستوطنات.
وأكد د. الحساينة أن ما يجري في فلسطين والمنطقة العربية والإسلامية اليوم هو امتداد للحروب والحملات الصليبية، موضحا أن اتفاق أوسلو كان كارثة من كوارث المشروع الوطني الفلسطيني وهو الذي مهد الطريق لصفقة القرن، حيث استبدل الاتفاق المشروع الوطني بإنشاء حكم إداري في أريحا وغزة واعترف بالكيان الصهيوني، واعترف بأن أكثر من 80 % من مساحة فلسطين تابعة للاحتلال.
وأكد أن التنسيق الأمني هو أحد أخطر بنود أوسلو، حيث كبّل قوى المشروع الفلسطيني الحية، وضرب المقاومة، وفرض عقيدة جديدة على رجل الأمن الفلسطيني وهي أن إسرائيل ليست عدوا، بل جارا بيننا وبينه خصومة على بعض الجزئيات، مبينا أن التنسيق الأمني أدى في العام 2019 إلى إحباط 40 % من عمليات كانت ستنفذ ضد الاحتلال في الضفة الغربية.
وقال د. الحساينة: من نتائج أوسلو الكارثية، رفع الحرج عن الأنظمة العربية وبعض الدول الأفريقية واللاتينية لتقيم علاقات مع الكيان الصهيوني، وأنه أتاح الفرصة للاحتلال أن يصادر المزيد من الأراضي ويقيم المستوطنات ويهود المقدسات، بحيث زاد عدد المستوطنين إلى ثلاثة أضعاف ما كانوا عليه قبل اتفاق أوسلو".
وزاد بالقول: من نتائج أوسلو الكارثية تجميل وجه الاحتلال وإزاحة الأعباء عنه وتصدر الفلسطينيين لها، كما ساعد على إشعال الحروب في المنطقة بالتزامن مع محاولة تصفية القضية الفلسطينية، إلى جانب التسبب في تعرض غزة لثلاثة حروب من أجل إخضاع الشعب".
وبيّن الحساينة أن التنسيق الأمني ما زال قائما، رغم أن التسوية وصلت لطريق مسدود وتنكرت إسرائيل والغرب لكافة الاتفاقيات، داعيا إلى رفع القبضة الأمنية عن الشباب الثائر في الضفة وإعادة الصراع إلى بداياته وإطلاق حرب تحرير شعبية.
وأشار إلى أن الحروب التي جرت في المنطقة خلال العقد الأخير هيأت الأجواء لطرح صفقة القرن.
وجدد عضو المكتب السياسي للجهاد، التأكيد على ضرورة إعادة بناء وهيكلة منظمة التحرير وفق أسس وطنية تنخرط فيها الجهاد الإسلامي وحماس حتى تصبح إطارا جامعا للكل الفلسطيني، معتبرا أن الوحدة الوطنية على اساس برنامج مقاوم ممر حتمي وإلزامي لمواجهة صفقة القرن.
وشدد على ضرورة إقامة تحالفات شعبية حقيقية مناهضة للصهيونية وأدواتها، ومغادرة مسيرة السلام وخرافة التسوية مع الكيان.