(بيت العنكبوت)..حكاية معركة أمنية معقدة ضربت العدو الصهيوني في مقتل

09:30 ص الثلاثاء 04 أغسطس 2020 بتوقيت القدس المحتلة

(بيت العنكبوت)..حكاية معركة أمنية معقدة ضربت العدو الصهيوني في مقتل

(بيت العنكبوت)..حكاية معركة أمنية معقدة ضربت العدو الصهيوني في مقتل

(المجاهد: مستشفى سوروكا قريبة عنك أم بعيدة.. ضابط الشاباك: قريبة.. المجاهد: روح عليها وركب المحلول.. احنا بنحكي معك سرايا القدس)..

هكذا انتهى ما سُمح بنشره من حكاية معركة أمنية معقدة خاضتها سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مع استخبارات العدو الصهيوني، على مدار 1400 يوم، كشف خلالها الجهاز الأمني للسرايا عن خفايا ومعلومات كبيرة ومهمة تتعلق بإدارة وتجنيد العملاء والمتخابرين، للعمل ضد المقاومة والعبث بتجهيزاتها العسكرية في قطاع غزة.

 

(بيت العنكبوت) هو اسم الفيلم الوثائقي الذي بثته سرايا القدس عبر قناة الميادين مساء يوم الاثنين 3/8، ووجهت من خلاله ضربة أمنية غير مسبوقة لمخابرات العدو الصهيوني.

 

بداية الحكاية

بدأت حكاية (بيت العنكبوت) بتجنيد مجاهدين اثنين من سرايا القدس، ليعملا كعميلين مزدوجين، تحت إشراف وتوجيه دقيق ومتكامل من قبل جهاز أمن السرايا، ولفترة زمنية طويلة، التقى خلالها المجندان مع ضباط التشغيل عدة مرات عبر الحدود الشرقية لقطاع غزة، وتم الاستفادة منهما في تحديد العديد من الثغرات الأمنية لعمليات التجنيد وإدارة العملاء من قبل جهاز الشاباك الصهيوني.

 

تم تجنيد المجاهد الأول من قبل ضابط شاباك يدعى "أبو توفيق"، وعلى الفور قام المجند بإبلاغ جهاز أمن سرايا القدس بالحدث، ليتم الإيعاز إليه بالاستمرار في التواصل مع ضباط الشاباك.

 

وبحسب المجند الأول الذي ظهر في وثائقي (بيت العنكبوت) فقد تم تسليمه لضابط شاباك يدعى (شارلي)، والذي استمر التواصل معه لفترة من الزمن.

 

التقى المجند الأول مع الضابط شارلي مرتين بترتيب كامل ومسبق مع جهاز أمن سرايا القدس، وبعدها تم تحويله للتعامل مع الضابط أبو توفيق، والذي استمر العمل معه أيضا لفترة زمنية، التقى خلالها مع المجند عند الحدود الشرقية للقطاع.

 

الضابط أبو توفيق كان يوصي المجند بالتحلي بالأخلاق الحميدة أمام عناصر سرايا القدس، والتزام الصلاة في المساجد.

 

يقول المجند: كان ضابط الشاباك يتواصل معي من خلال وسيلة اتصال آمنة، وكان يعطيني التعليمات حول كيفية اجتياز السياج الفاصل مع العدو".

 

أبو توفيق، اتخذ سلسلة إجراءات أمنية لتأمين وصول المجند لمقابلة ضباط الشاباك..وبعد وصوله، قدموا له وجبة عشاء، قبل عرضه على جهاز فحص الكذب واستجوابه.

 

ويضيف المجند الأول: بعد الانتهاء من جهاز فحص الكذب، أحضروا جهاز لاب توب عليه خريطة موضح عليها منازل مرقمة، وبعدها قام الضابط بإظهار عدة صور لمقاومين ومدنيين.. وأعطاني في إحدى المقابلات جهاز تشفير يعمل من خلال الاتصال بالانترنت".

 

المهمة التي كلف بها ضابط الشاباك المجند الأول تتمثل في جمع معلومات عن تحركات أحد قادة المقاومة، ولإتمام هذه المهمة تم تزويد المجند ببعض الأموال وبشريحة تواصل خاصة عبر نقاط ميتة.

 

أفشل المجند مخطط ضابط الشاباك في استهداف المقاوم، بعد أن قام بتضليله، وإخباره بأن الذي يتواجد في السيارة المنشودة لحظة تحليق طائرات الاستطلاع فوقها، ليس هو المقاوم المطلوب.

 

علاوة على ذلك، قام المجند بتزويد ضابط الشاباك بمعلومات عن أماكن تربيض وهمية للصواريخ، تم إعدداها مسبقا، واستهدفتها طائرات الاحتلال خلال تصعيدات سابقة، بحسب ما كشف عنه المقاتل الذي كان يتحدث في الفيلم الوثائقي.

 

المجند الثاني

أما المجاهد الثاني، فقد تواصل مع ضباط الشاباك لمدة عام، تحت إشراف وإدارة الجهاز الأمني لسرايا القدس.

 

وبدأت حكاية المجند الثاني عندما تلقى اتصالا مشبوها من مصدر مجهول، ليتوجه بعدها مباشرة إلى أمن السرايا ويخبرهم بما حدث معه.

 

أوعز جهاز أمن السرايا للمجند الثاني بالاستمرار ومواصلة استقبال المكالمات الواردة من ضابط الشاباك للتعرف على نواياه، وتم إجراء الترتيبات الأمنية اللازمة لهذه المهمة.

 

تواصل المجند الثاني مع ضابط لجهاز الشاباك يدعى (أبو كريم)، قام بإعطائه توجيهات حول كيفية دخول السياج الفاصل لمقابلته.

 

وعرضت سرايا القدس في الفيلم الوثائقي لحظة قفز المجند الثاني من فوق السياج الأمني لمقابلة ضابط الشاباك.

 

يقول الملثم الذي ظهر متحدثا في الفيلم: تمت المقابلة، وعاد المجند بنجاح، وأطلعنا على فحوى المقابلة، التي تمحورت حول عرض لإدخال عتاد عسكري إلى قطاع غزة عبر الحدود مع مصر".

 

(أبو النمر) هو ضابط مخابرات آخر، تواصل مع المجند الثاني، وطلب منه التحري عن مسئول الدعم والإمداد في سرايا القدس ونسج علاقات معه، وبناء على ذلك تواصل جهاز أمن السرايا مع مسئول الدعم والإمداد وطلب إليه تسهيل مهمة المجند.

 

تُوجت مهمة المجند الثاني باستلام أسلحة وذخائر مضادة للطائرات والدروع، عبر الحدود المصرية، بواسطة شخص ادعى أنه من ليبيا ويريد دعم المقاومة بغزة، وكانت هذه الأسلحة مفخخة، يهدف العدو من خلالها إلى تنفيذ مهمات تخريبية في القطاع وزعزعة الثقة بالمقاومة.

 

بعد وصول شحنة السلاح، استلمها جهاز أمن السرايا، وقام بتفكيكها، ليكتشف أن بعضها تم تزويده وتشريكه بشحنات شديدة الانفجار من نوع C4، وإعداد المقذوفات لتنفجر لحظة الإطلاق، وتقتل من يطلقها.

 

وفي مهمة ثانية، ألقى جهاز أمن السرايا على عميل يدعى ك. ف، بعد وصوله لنقطة ميتة لاستلام مبلغ من المال، عقب اعتذار المجند الثاني عن الذهاب للنقطة، بناء على خطة أعدتها السرايا لهذا الغرض.

 

وأثناء التحقيق مع العميل المذكور، اعترف أن الشاباك كلفه بالبحث عن أماكن تربيض الصواريخ، وخاصة الصواريخ الثقيلة، وتم تضليل الضابط وإخباره عن مواقع تربيض وهمية للصواريخ.

 

وتعقيبا على ما تم عرضه في وثائقي بيت العنكبوت، قال المتحدث باسم سرايا القدس أبو حمزة، إن ذلك كان حصيلة سنوات من العمل المتواصل في الخفاء ضد أجهزة الأمن الصهيونية، وهو غَيض من فيض مما سَمحت قيادة سرايا القدس بنشره.

 

وأكد أبو حمزة أن تكامل العمل بين وحدات "سرايا القدس" أدى إلى إنتاج منظومة أمنية رصينة وقوية أفشلت الكثير من مخططات العدو الشيطانية، وأحبطت العديد من محاولات الاغتيال واستدراج المجاهدين.

 

وأشار في تغريدات له إلى أن الجهود الاستخباراتية لجهاز "أمن السرايا" هدفها الأساسي والرئيس تحصين الجبهة الداخلية للمقاومة الفلسطينية، وحماية مُقدراتها، مبينا أن الجهاز في حالة تواصل وتنسيق مُستمر مع الأجهزة الأمنية في قطاع غزة.

 

لم تنته الحكاية.. فقد كانت هذه البداية.. وللحديث بقية.