كلمة نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ، الأستاذ زياد النخالة التي وجهها عبر إذاعة صوت القدس صباح اليوم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. وصلى الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه، وعلى من والاه إلى يوم الدين..
في هذه الأيام المباركة التي يقف فيها أهل القدس أهل المسجد الأقصى وحراسه الحقيقيين الذين اصطفاهم الله سبحانه وتعالى بهذا الفضل العظيم ، فأسكنهم في رحاب الأقصى بوابة السماء إلى السماء ، وملتقى الأنبياء جميعاً ومركز المعراج إلى سدرة المنتهى.
هذا الفضل العظيم الذي أنتم فيه يا أهل القدس والذي هو اليوم مهوى أفئدة البشرية بما يمثل عند الله وعند الناس.
هذا المكان الذي يختصر الزمان ، في مركز صراع الحق ضد الباطل الذي تمثله شرذمة من البشر باسم دولة "إسرائيل" تجمعت من كل أرجاء الأرض لتدنس المقدس في حياة الناس كل الناس.
إن من يمثلون الشيطان اليوم يقتلون المؤمنين برسالة السماء ، ويدنسون المقدس ، ويحاولون استبدال راية الله براية الشيطان
ها أنتم يا أهل القدس تهبون أرواحكم دفاعا عن المسجد الأقصى ، الذي جعله الله نقطة ارتكاز ومحور بركة للبشرية جمعاء
فلم تمنعكم عنجهية الشيطان ودمويته من إقامة الصلاة ، ولم ترهبكم مظاهر بطشه وأدوات قتله ، وآليتم على أنفسكم رغم قلة الناصر بالتصدي والقتال حتى لا يختال الشيطان بفعلته وأيقظتم من كان نائماً ، حتى تنهض الأمة من سباتها قبل أن يسيطر الغزاة على المكان، فكنتم خير الحماة وخير الحراس على القدس
وأشعلتم بدمكم وبوقفتكم عتمة الليل ليستيقظ العالم على الجناة حتى لا يفلتون بفعلتهم ، فكانت غزة وكانت الضفة وكانت أم الفحم وأخواتها براكين تتفجر وامتدت لتشمل العالم وستستمر حتى تحاصر القتلة وسارقي الأرض وتفضحهم إن شاء الله
لقد كانت البدايات أمس في يوم من أيام الله المباركة التي تجلت فيها وحدة الشعب الفلسطيني حول القدس كعنوان مرحلة جديدة من نضالات شعبنا التي لم تتوقف منذ غزت جحافل المستوطنين أرض فلسطين .
فلتكن القدس كلمة السر لانطلاق مرحلة جديدة في مواجهة إسرائيل وليكن المسجد الأقصى عنوان ملتقى الأمة التي خرجت أمس بعشرات المسيرات تضامناً وتأييداً وبشارة خير بأن الأمة ما زالت حية رغم جراحاتها ورغم حالة التشتت التي سادت في السنوات الأخيرة ، فلتكن فلسطين بقدسها وأقصاها راية تخرج الجميع من ضيق المعارك الجانبية إلى سعة الوحدة والتآخي وتجاوز الموت العبثي ، ولنجعل بثورتنا في فلسطين ، ووحدتنا وقتالنا ضد إسرائيل نموذجا لوحدة الأمة.
هذه مسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا اليوم
ولعل الله منحنا هذه الفرصة لنكون سببا يوقظ أمتنا من مصيبتها لتلفت لعدوها الحقيقي "إسرائيل"
تحية لفلسطين وللقدس ، تحية للشهداء الذين يسقطون دفاعا عن الأقصى الذي كان وما زال أيقونة شعبنا وأمتنا
تحية لكل الذين خرجوا بالأمس مناصرين ومؤيدين لفلسطين
تحية لشعب اليمن الجريح والمظلوم الذي تميز بالأمس عن باقي الشعوب العربية والإسلامية بمسيراته المليونية .
تحية لكل الجماهير التي خرجت مؤيدة ومساندة على امتداد العالم الإسلامي.
وفي الختام لا بد من الترحيب بموقف الأخ أبو مازن الذي عبر عن موقف السلطة بكلمته التي ألقاها أمس ونعتبر ذلك خطوة على الطريق الصحيح ، التي نأمل أن تتطور باتخاذ الإجراءات اللازمة والضرورية من أجل وحدة الشعب الفلسطيني.
ومعا لنواجه هذا العدوان الصهيوني حتى هزيمته
المجد للشهداء والنصر لشعبنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
السبت 28 شوال 1438ه،22/7/2017م