القائد النخالة خلال مؤتمر (المقاومة طريق التحرير):
يجب حشد قوى الشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني
المسار الوحيد أمام شعبنا هو المقاومة ومغادرة أوهام التسوية
الشيخ خضر عدنان رمز فلسطيني كبير وقامة وطنية عالية
أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، القائد زياد النخالة، ضرورة حشد قوى الشعب الفلسطينيّ ضدّ العدوّ الصهيونيّ، مبينا أن هذا واجب إسلاميّ ووطنيّ، وحاجة واقعية تقتضيها طبيعة المعركة مع العدوّ، ولافتا إلى أن هذا الحشد يحتاج إلى تحالف وتعاون بين القوى السياسية والاجتماعية المعبرة عن الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك في كلمة القائد النخالة، خلال المؤتمر الشعبي الكبير الذي نظمته حركة الجهاد الإسلامي بمدينة غزة، اليوم الإثنين، تحت عنوان "المقاومة طريق التحرير"، وذلك دعماً وإسناداً للمقاومة في الضفة الغربية، ولأهالي النقب والشيخ جراح، وتزامنا مع ذكرى الإسراء والمعراج، وذكرى تحرير القدس على يد صلاح الدين الأيوبي،ومع انطلاق أسبوع القدس.
وقال القائد النخالة: نلتقي اليوم لنحيي ذكرى عظيمة على قلوبنا، وعلى تاريخنا، إنّها ذكرى الإسراء والمعراج، وذكرى تحرير المسجد الأقصى من سيطرة الاحتلال الصليبيّ..تهلّ علينا الذكرى، فتنحسر مع إشراقتها كلّ همومنا وأوجاعنا، وينبعث فينا الأمل بتحرير القدس مرة أخرى، ويتقدم جنود فلسطين ومجاهدوها على خطى محمد صلى الله عليه وسلم باتجاه القدس، وباتجاه المسجد الأقصى الذي دنسته أقدام الصهاينة، كما دنست أرض فلسطين المباركة".
وأضاف: أكثر من خمسين عاما والقدس ترزح تحت الاحتلال الصهيونيّ، وأكثر من سبعين عاما والكيان الصهيونيّ يزيل اسم فلسطين عن خارطة العالم، وشعبنا الفلسطينيّ لم يتوقف لحظة واحدة عن الجهاد والمقاومة، دفاعا عن فلسطين وحقّه التاريخيّ فيها، وثلاثون عاما منذ اتفاق أوسلو، ماذا خبأت من تاريخنا، ومن جهادنا؟! ثلاثون عاما، ماذا خبأت ليتحول المقدس إلى مدنس؟!".
وأكمل القائد النخالة متسائلا: هل ستخبرون الشعب المجاهد كيف بدأ التنازل خطوة خطوة، حتى وصلتم محاصرين في رام الله، لا تستطيعون حتى الكلام عن فلسطين وعن القدس، وإذا تكلمتم تتكلمون عن الشرعية الدولية التي أعطت فلسطين لليهود وطنا قوميّا؟! وأصبحتم تطاردون أبناء شعبكم مقابل أوهام صنعتموها، وأوهام التسوية التي حاصرتم فيها المشروع الوطنيّ ومنظمة التحرير الفلسطينية، وحتى هذه المنظمة أضعتموها بعد اجتماع المجلس المركزيّ الأخير في رام الله".
وزاد بالقول: أفلا يكفي هذا للتوقف، وإعادة قراءة المشروع الصهيونيّ من جديد؟! أفلا يكفي هذا للتوقف، وإعادة بناء مشروع وطنيّ حقيقيّ يخرجنا مما نحن فيه من حالة التشتت؟! والواقع يثبت يوما بعد يوم أنكم لم تحققوا شيئا للشعب الفلسطينيّ إلا زيادة المعاناة، وإعطاء شرعية إضافية لهذا العدو في احتلاله لفلسطين".
وأوضح القائد النخالة أنّ الشرعية الدولية التي يتحدث عنها البعض، تركتهم في العراء ثلاثين عاما، ولن تقيم لهم وزنا ولا لغيرهم، مؤكدا أنّ مصالح الذين يبنون آمالا عليهم هي أهمّ بكثير من دموع الضعفاء، وأنّ من يملك القوة اليوم، ويستطيع أن يقاتل، هو الذي يستطيع أن يغيّر الواقع، ويفرض وقائع جديدة على الأرض، ويأخذ الناس إلى النصر.
وأضاف عطفا على حديثه: وهذا ما شاهدناه في معركة سيف القدس التي فتحت آفاقا جديدة أمام الشعب الفلسطينيّ، وجسدت وحدته الوطنية على امتداد انتشار شعبنا، في المناطق المحتلة منذ عام 48، وفي الضفة وقطاع غزة، وفي الشتات ومخيمات اللجوء، وأثبتت أنّ عناصر القوة في الشعب الفلسطينيّ تستعصي على الفناء، وهذا يتأكد مما نراه من إنجازات تحققها المقاومة في كلّ مكان".
وبيّن الأمين العام للجهاد أن المقاومة اليوم في فلسطين والمنطقة هي أقوى من أيّ وقت مضى، وأن العدوّ رغم امتلاكه كلّ أنواع الأسلحة هو أضعف من أيّ وقت مضى "والشواهد أمامنا كثيرة، العدوّ الصهيونيّ الذي كان يجتاح ويتقدم في لبنان وغزة وفي جبهات كثيرة، يتراجع ويبني الجدر لحماية نفسه".
واستطرد القائد النخالة: الذين يظنون أنّ قدر شعبنا أن يلهث وراء بني إسرائيل، ليهبونا بعضا من حقوقنا، وبعضا من الحرية والاستقلال، هم واهمون، وما تصريحات قادة العدوّ في الفترة الأخيرة إلاّ أكبر دليل على ذلك؛ لا دولة فلسطينية في الضفة الغربية أو غيرها، فما كان من اتفاقيات مع العدوّ ليس سوى خدعة كبرى، وعملية تمويه خطيرة ومدمرة، ليمرّ بنو إسرائيل إلى كلّ العواصم، محققين هيمنتهم على المنطقة".
وقال: إنّهم يريدون أن يحرمونا نعمة الجهاد، وهم يسلمون مفاتيح بلادنا للعدوّ بلا قتال، ليدخلها عاصمة عاصمة، وتحت عناوين مختلفة، وآخرها التطبيع والسلام الاقتصاديّ.. إنّها إهانة ما بعدها إهانة، لأمة تملك هذا التاريخ العريق، والحضارة التي أضاعوها بجهلهم..هل كان حكام الخليج وغيرهم مضطرين لدعوة بني إسرائيل كي يستبيحوا أوطانهم وقصورهم؟! هل توازن القوى هو الذي يدفعهم إلى ذلك، ونحن أمامهم في غزة ولبنان والضفة نكبح العدوّ من التقدم، ونغيّر المعادلات القديمة على مدار الوقت، أم الرغبة المكبوتة أن يركعوا أمام الصهاينة، يطلبون حمايتهم ويتمسحون بهم؟! ويا للأسف، بعض الفلسطينيين أعطوهم مبررا لذلك، بإصرارهم على التمسك بأوهام السلام التي انتهت منذ زمن طويل".
وأشارالقائد النخالة إلى أن العدو يتواصل مع بعض الفلسطينيين، وكأنّ عملية السلام قائمة، ليشغلهم بالشؤون البلدية والانتخابات، ثم يتركهم للتصارع حول الصلاحيات، يتقاتلون، ويزجون بالمجاهدين في السجون، وأكثر من ذلك يتفاخرون بالتنسيق الأمنيّ، والاستيطان ينتشر كالسرطان في الضفة الغربية، والمستوطنون يعيثون فسادا في كلّ شيء بضمانات أمنية فلسطينية، والقدس تهوّد، ولا نسمع من السلطة إلاّ عبارة أنّ القدس خطّ أحمر، حتى وصلت العدوى لقوى المقاومة والناطقين باسمها.
وأردف قائلا: في هذه المناسبة العظيمة، مناسبة الإسراء والمعراج، اسمحوا لي أن أصحح هذه المقولة التي نرددها كلّ يوم؛ فالقدس يا سادة تحت السيطرة المباشرة للعدوّ الصهيونيّ منذ خمسين عاما، وأقدام العدوّ تدنس القدس والمسجد الأقصى يوميّا وعلى مدار الوقت، وكلمة خطّ أحمر تطلق على شيء لم يحدث ويتمّ التحذير من حدوثه، وليس على شيء قد حدث منذ زمن طويل".
وأكمل القائد النخالة: إنّهم يهدمون مدينة القدس بالتدريج، وينشئون الأنفاق تحت المسجد الأقصى، ويتسللون منذ خمسين عاما في أزقتها، وفي مساماتها، وفي حجارتها، ويغيرون معالمها. إنّهم يغيرونها، ويحولونها إلى قدس يهودية، إنّ أعلامهم، والبيوت التي استولوا عليها بالمال أو القوة، تنتشر في كلّ مكان، وما يجري في "الشيخ جراح"، وغيره من الأحياء المقدسية، ما هو إلاّ المشهد الصارخ لعنجهيتهم، إنّ الحقيقة الماثلة أمامنا يجب أن لا تترك لنا مجالا للتحليل والتوقع، وإطلاق البيانات والتصريحات، إنّهم يهودونها منذ خمسين عاما، وما زالوا يفعلون".
وحثّ الأمين العام للجهاد، كلّ مسلم في العالم، عربيّ أم غير عربيّ، وأولهم الشعب الفلسطينيّ، على أن يستنفروا على مدار الوقت، للعمل على حماية القدس والمقدسات،مضيفا: لذلك علينا أن نعمل بلا كلل أو ملل، وبكلّ الوسائل، من أجل تحرير القدس".
وطالب القائد النخالة، كافة قوى المقاومة، ومن أبناء "الجهاد الإسلاميّ"، ومن سراياها المظفرة، في كلّ مكان، أن يكونوا على أهبة الاستعداد دائما، للدفاع عن القدس، وعن المسجد الأقصى الذي تدنسه عصابات المستوطنين يوميّا، وجاهزين للدفاع عن أهل "الشيخ جراح" وكلّ مدن الضفة الغربية، مؤكدا أنّ هدم بيوت المواطنين وتدميرها في كلّ مكان في الضفة الغربية، وعلى مدار الوقت، وقتل الناس، يستدعي منّا ألاّ نتردد لحظة واحدة في قتال العدوّ، وفي مقاومته بكلّ الأشكال المتاحة.
وشدد على أن مشاغلة العدوّ واستنزافه في كلّ مكان أصبح واجبا أكثر من أيّ وقت مضى، وأنّ ما يقوم به المجاهدون في الضفة الباسلة، من التصدي لقوات العدوّ والمستوطنين،هو مقاومة بكلّ ما تعنيه الكلمة من معنى.
وأوضح القائد النخالة، أن هذا زمن الجهاد، وزمن المجاهدين، وزمن (الّذين قال لهم النّاس إنّ النّاس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا اللّه ونعم الوكيل).
وقال: في هذه الأيام تظللنا ذكرى معركة بأس الصادقين، و ذكرى مذبحة المسجد الإبراهيمي، وذكرى استشهاد القائد الكبير المجاهد عبد الله السبع وولده، واستشهاد المجاهد المميز محمد الناعم، وذكرى شهداء دمشق زياد منصور ومحمد سليم، وغيرهم من شهداء حركتنا وشهداء الشعب الفلسطينيّ، وكثير من الشهداء الأعزاء الذين سيبقون منارات على طريق القدس، وعلى طريق فلسطين".
وجدد القائد النخالة، التأكيد على وقوف حركة الجهاد بكلّ فخر واعتزاز، إلى جانب الأسرى البواسل الذين يخوضون معركة كبرى داخل معتقلات العدوّ، للدفاع عن الحدّ الأدنى من حقوقهم الإنسانية التي يجردهم العدوّ منها، مردفا بالقول: إنّ واجبنا الدائم جميعا يحتم علينا أن نسعى دائبين من أجل حريتهم، ولا بدّ من التأكيد الدائم على حضورهم في قلوبنا وفي حياتنا، وينبغي أن تبقى حريتهم هدفا وواجبا لا يفارقنا حتى تحريرهم".
وتابع القائد النخالة: في هذا السياق، أقف بكلّ تقدير واحترام، للأخت الفاضلة عطاف جرادات "أم منتصر" الصامدة التي افتخرت بأبنائها الذين نفتخر بهم، والتي نفتخر بها وبصمودها وبسالتها، ونرى فيها أيقونة لا يملكها شعب آخر. وللأخ الفاضل والقامة الشامخة الشيخ محمد جرادات الذي أراد العدوّ أن ينال منه، ومن دوره الدعويّ المقاوم، وللمجاهد العزيز والشجاع محمود جردات، والد نجمة فلسطين بصوتها المدوي ميار جردات".
وقدم الأمين العام للجهاد، التهنئة والتقدير الكبير للمجاهد الصلب هشام أبو هواش، ولأسرته وعائلته وأبنائه، ولأبناء "الخليل" الباسلة، وللشعب الفلسطينيّ المقدام في الضفة المقاومة التي لا تهدأ مقاومة وصمودا، وكذلك لشهداء جنين القلعة المنيعة، وشهداء نابلس جبل النار، وشهداء شعبنا المغوار في كلّ مكان.
وأكد أنّ النصر يعتمد على مدى استعدادنا للتضحية "فكلّما كانت استعداداتنا أقوى كان انتصارنا أقرب، وإنّ إرادة كلّ فرد منا هي أساس الإرادة الجماعية، وإنّ قوة الشعب الفلسطينيّ هي من قوة كلّ فرد فيه، وإنّ الترابط المجتمعيّ هو واجب كلّ فرد فينا، ويجب أن نبذل كلّ جهد ممكن على المستوى الفرديّ، حتى يكون لدينا مجتمع يملك القوة الكافية للصمود والمتابعة،
وإنّ التواكل والتهرب من المسؤولية هو بداية انكسار المجتمع، ولا ينبغي أن نسمح به". بحسب القائد النخالة.
ولفت إلى أن إنّ المجتمع السليم يقوم على التكامل، وليس على التنازع، وأن حضور الخشية من الله سبحانه وتعالى، في نفوسنا وفي سلوكنا، ضمانة أكيدة لأن نعمل بتناغم يشمل حركتنا ومجتمعنا، وأن الهمة في الحياة والاطمئنان لصلاح أعمالنا يعتمدان على إيماننا بالله، ومدى تطابق أعمالنا بما يرضي الله سبحانه وتعالى.
وأوضح أن المسئولية الكبرى تقع على عاتق الدعاة والمربين وخطباء المساجد، في ترسيخ المفاهيم الإسلامية التي تعزز الثقة بالله، وتعزز الإيمان بأنّ الله سبحانه وتعالى أقرب إلينا من حبل الوريد، مضيفا: لن تفلح أمة أو جماعة، يغيب الإحساس بحضور الله في حياتها وفي سلوكها، ويصبح سلوكها مرتبطا فقط بمعايير الناس، ومراقبة الناس لها".
وفي كلمته، جدد القائد النخالة التأكيد على أنّ الشيخ القائد خضر عدنان هو رمز فلسطيني كبير، وقامة وطنية عالية، معتبرا الاعتداء عليه اعتداء على حركة الجهاد، وعلى القوى الوطنية والإسلامية واستباحة للدم الفلسطيني بشكل واضح.
وشدد على رؤية حركة الجهاد، بأنّ المسار الوحيد أمام شعبنا الفلسطينيّ هو المقاومة والاستمرار بها، وعلى ضرورة مغادرة أوهام التسوية مع العدوّ الصهيونيّ.
وتحدث القائد النخالة عن ضرورة صياغة برنامج عمل وطني يمثل الكل الفلسطيني يلتزم بحقوقنا الفلسطينيين التاريخية، ويكون موجها لنضالهم ضدّ العدوّ الصهيوني.