خلال تأبين الراحل هاني ارحيم
الشيخ عزام: الفقيد كان صورة صادقة للفلسطيني الذي يرفض الذل
قال الشيخ نافذ عزام، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، إن الشيخ الراحل هاني ارحيم كان صورة صادقة للفلسطيني الذي يأبى الذل والذي عقد العزم على مجابهة المحتل وعلى المواجهة والصبر ومواصلة الكدح.
جاء ذلك في كلمة للشيخ عزام خلال حفل تأبين للفقيد القائد هاني ارحيم بمدينة غزة، يوم السبت 5/3.
وأضاف الشيخ عزام: موقف عز هذا الذي نقفه ونحن نتحدث عن قامة كبيرة من قامات هذا الوطن، ونحن نتحدث عن مجاهد كبير أفنى حياته كلها من أجل الإسلام وفلسطين والجهاد والمقاومة".
وأردف بالقول: هذه مسيرة تبعث على الفخر، مسيرة وجهاد حياة الشيخ والمجاهد الكبير هاني ارحيم، مسيرة ناصعة زينتها دائما آيات الفخار، حياته كلها كانت مثالا لحياة المسلم الفلسطيني المجاهد والمكافح والثائر..عذابات وجراحات وسجون واعتقال، هذه هي طبيعة حياة الفلسطيني الذي يجابه حياة العنف الإسرائيلي منذ عشرات السنين".
وقال: ليس المهم ما الذي حققناه، الأهم أننا نسير في الطريق الصحيح ونجابه عدوا يقف معه كل الأشرار في العالم وندافع عن حقنا رغم أن أشقائنا في الوطن العربي والإسلامي لا يقومون بواجبهم الشرعي والقومي والأخلاقي".
وأوضح الشيخ عزام أن الفلسطينيين يقومون بهذا الواجب رغم تعقيدات الواقع واختلال موازين القوى.
وتابع قائلا: عائلة الراحل هاني ارحيم قدمت الشهداء والمجاهدين والثوار والأحرار كغيرها من عائلات هذا الوطن، العالم يريد منا أن نستسلم أمام عدونا ونتخلى عن حقنا ونقبل بالأمر الواقع الذي فرضه عدونا بمنطق القوة وبلغة النار والبارود، وهذا ما لا يقبله شعبنا الفلسطيني، وهذا ما عاشه الراحل مع إخوانه ورفاقه.. لا يمكن ان نستسلم أمام غطرسة القوة و الوحشية التي مارسها عدونا".
وأردف الشيخ عزام: دفعنا ثمنا وقدمنا أعز قادتنا وإخواننا وأبنائنا.. توجعنا وتألمنا وعشنا ألم الفقد، لكن هذه كله نقدمه من أجل مرضاة الله".
وأشار إلى أن المجاهد يختار طريقه بكل وعي ويختار البداية وهو يعرف أنه سيصل إلى هذه النهاية، وما بين البداية والنهاية عذاب وآلام وجراح وحصار، ولكن هذا الثمن الذي يوصلنا إلى رضوان الله".
وزاد الشيخ عزام: جهاد الراحل هاني ارحيم أثبت أن آلة الشيطان ستظل عاجزة ضعيفة مهما أحيطت بكل مظاهر القوة، وسيظل كيدهم ضعيفا رغم امتلاكهم السلحة الفتاكة حتى لو حاصروا حياتنا من كل مكان، إيماننا سيبقى الأقوى، وستمضي هذه المسيرة بإذن الله".
وبيّن الشيخ عزام أن الراحل ارحيم كان دائما مثالا للتضحية، وكان بعيدا عن الأنانية والمصلحة الشخصية، وكافأه الله بهذه السيرة العطرة والإقبال من الجميع.
وتابع قائلا: يجب أن تدرك الأجيال أن الخير باقٍ، وأن العالم المجنون لن ينجح في قتل الإرادة في نفوسنا أو أن يمسح القيم. ويجب أن تتمسك الأجيال بهذا الحق وتعتز بالانتماء لهذا الدين وهذا الوطن المبارك والمقدس".
وشدد على أن مسيرة الجهاد والمقاومة التي وهبها هاني ارحيم كل حياته ستسمر رغم الأوضاع القاسية، ورغم خذلان بعض العرب والمسلمين لأهل فلسطين، ورغم تبلد الضمير الغربي.
واستطرد الشيخ عزام: ستبقى القدس في قلب هذه القضية، مهما شكك البعض ومهما حاولت إسرائيل تغيير الواقع وتغيير الهوية..القدس باقية بأمر الله وبمنطق الإسلام وفي قلب عقيدة الإسلام وفي قلب كل مسلم من أول الإسلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها".
وتحدث الشيخ عزام عن الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، حيث أكد أن هذه الحرب تكشف حقيقة الغرب المنافق والمخادع.
وقال: عندما كانت إسرائيل تقصفنا وتقتل أطفالنا وبيوتنا ومساجدنا كان الغرب يتحدث عن حق إسرائيل ويغمض عيونه عن مأساتنا، واليوم يتحدثون عن الإنسانية ويدينون الغزو ويتحدثون عن حقوق الإنسان".