بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين.
السلام على الشهداء، شهداء الشعب الفلسطيني، وكل شهداء الحرية.
السلام على الأسرى، أسرى فلسطين الأبطال.
السلام على مجاهدي فلسطين، ومرابطي فلسطين، الذين يدافعون عن المسجد الأقصى، وعن فلسطين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل عام وأنتم بخير، وكل عام وشعبنا إلى النصر أقرب.
يأتي يوم القدس هذا العام، وشعبنا الفلسطيني في عز جهاده ومقاومته، دفاعًا عن القدس، ودفاعًا عن المسجد الأقصى المبارك، في مواجهة الطغيان الصهيوني والاستعلاء اليهودي، وفي مواجهة قرابين الزيف، وتزوير الحقائق، واستدعاء التاريخ المزور الذي يقطر حقدًا على الإسلام والمسلمين.
وها هو شعبنا العظيم يصطفّ ليكسر هذا التغول والعلو والإفساد الإسرائيلي، وليسيء وجوه بني صهيون القتلة المجرمين، ويخوض معاركه اليومية، ويعلن أن القدس لنا، وأن فلسطين بلادنا، مهما علا الطغيان، ومهما تحالف مع هذا الطغيان كل طغيان الأرض. ومهما احتشد نفيرهم، فإن شعبنا، وإن كان قليلاً بعدده، قوي بإرادته، يثبت كل يوم أننا لن نتخلى عن القدس، مسرى نبينا ومعراجه إلى السماء، ومحط رحالنا في مسيرتنا المقدسة نحو وجه الله.
إن مقاتلينا اليوم يغطون مساحة فلسطين، امتدادًا من المعتقلات ونفق الحرية وكتيبة جنين، إلى فلسطين عام 48، إلى الضفة الباسلة وكل مدنها وقراها؛ ابتداءً من جنين أيقونة المقاومة ورجالها وشهدائها، إلى القدس ومرابطيها نساءً ورجالاً، إلى غزة قلعة المقاومة، وسيف القدس المشرع دومًا دفاعًا عن القدس، التي لن تنحني ولن تستسلم للغزاة والقتلة وحثالة التاريخ. هذا النهوض الفلسطيني الذي يغطي الأفق، ويفرض نفسه بتضحياته على قوى الظلم والاستكبار، ويبعث الأمل لكل مسلمي العالم وأحراره، لن يتراجع ولن يساوم، حتى النصر إن شاء الله.
وهنا تقف الجمهورية الإسلامية، بكل عنفوانها والتزامها بقضية فلسطين وبتحرير القدس، مؤيدة ومساندة، تحتضن المقاومة، وتحتضن عوائل الشهداء، وتفتح أفقًا عريضًا للمجاهدين بالانتصار، انحيازًا للحق، رغم كل التحديات. فكان يوم القدس الذي أطلقه الإمام الخميني رضوان الله عليه، يومًا تجتمع فيه كلمة المسلمين في كل أنحاء العالم، نصرةً للقدس، ونصرةً لفلسطين وشعبها المقاوم. وكان الحاج قاسم شهيدًا للقدس، يجوب كل بقاع الأرض مدافعًا ومساندًا حتى ارتقى شهيدًا، ليصبح أيقونة لكل الذين يقاتلون من أجل القدس وحريتها.
وإن شعبنا المقاتل والعنيد يعيش هذه الأيام أعظم تجلياته، وفي قمة تضحياته، في ليالي القدر العظيمة، وفي يوم القدس، دفاعًا عن القدس، يقدم الشهداء، ويضحي بكل ما يملك، حتى تبقى القدس إسلامية.
وفي المقابل، لقد كان محزنًا ومؤلمًا أن يترك الشعب الفلسطيني من أشقائه، في هذه الأيام المباركة، يقاتل بلحمه الحي، بنسائه وأطفاله ورجاله، ويواجه العنجهية اليهودية. والبعض اكتفى ببيانات التهدئة، والآخرون صمتوا وكأن القدس لا تعنيهم، والأسوأ من ذلك الذين أرسلوا برقيات التهنئة لليهود القتلة يباركون لهم بأعيادهم.
فقط شعب فلسطين كان هناك في القدس وساحاتها، يقاتل وجهًا لوجه عصابات القتلة والمجرمين، دفاعًا عن القدس والمسجد الأقصى المبارك، وسيبقى مرابطًا -بإذن الله- حتى يسقط أوهام العدو الصهيوني وراياته وأحلامه.
بورك شعبنا المجاهد الصامد، وبورك مقاتلوه، وبورك شهداؤه، وبورك كل من يقف معه مؤيدًا ومساندًا حتى النصر إن شاء الله.
تقبل الله منكم
وكل عام وأنتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته