بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم .
الله أكبر وشعب فلسطين ما زال يرفع راية الجهاد والمقاومة على حدود فلسطين ، الله أكبر ما سقط شهيد وكبر ، الله أكبر وما زال الشعب الفلسطيني يطأ المواقع التي تغيظ الأعداء ، الله أكبر وما زالت إرادة شعبنا لم تقهر ، الله أكبر وما زالت أمهات الشهداء تودع أبناءها لمواقع الجهاد دون أن تُكسر ، الله أكبر ومعتقلينا صامدون ويصنعون مجدنا بصمودهم وإرادتهم التي لا تُهزم ، الله أكبر ونحن نُودع شهر رمضان وننطلق بهمةٍ أكبر ، الله أكبر وما زالت سرايانا على عهد الجهادِ والمقاومة.
يا شعبنا العظيم تَقبل الله منكم صيامكم وقيامكم وجهادكم وصبركم ، وأنتم تطؤون كل مكانٍ تغيظون فيهم أعداءكم على حدود غزة المرابطة ، وفي كل ثغرٍ ممكنٍ من الضفةِ الواعدة ، وفي كل مدن فلسطين القدس وحيفا ويافا وعكا وأم الفحم وغيرها ، على امتداد الوطنِ الآتي ، وفي كل مخيمات الشتاتِ الصابر.
إن غزة اليوم هي التي تَغزو ولا تُغزى ، وغزة اليوم هي التي تَقود المرحلة في مواجهة كل المؤامرات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية ، تحت عناوين عدة ، من صفقة القرن المزعومة إلى مشاريع إنهاء حقنا في فلسطين ، بكافة أشكالها وأنواعها.
يا شعبنا الأبي ، إن عدالة موقفكم وبأسكم الذي يقودكم إلى هذه المواجهة المستمرة ، هو الذي يشير لصلابتكم ، التي لن تكسرها تهويلات العدو ولا أكاذيبه ، لذلك هم يطلقون النار عليكم غيظاً ، لأنكم لم تستسلموا للحصار ، وما زلتم تقتحمون الصعب ، وتدوسون بأقدامكم المساحات التي أخافوكم من اجتيازها ، وتُعلنون أن شعب فلسطين لا يُمكن أن يُكسر ، ولا يُمكن أن يقبل الحصار ، ولا يُمكن أن يُهان ، وتُعلنون للعدو الذي يحاصركم ، أنكم أكبر من الحصار ، وأكبر من أسلحته وأدواته ، وتؤكدون أنكم أكبر من الشكوى لمجلس الامن ، والمؤسسات التي تصمت على ظلمكم ، وهذه رسالة شعبنا لكل العالم ، نحن شعب نصنع الحياة ، ونحن نُقتل من أجل أجيالنا القادمة ، لتعيش بحرية وكرامة.
إن الإرادة التي تواجه الموت الذليل الذي يريدونه لنا ، قد داهمها قدرتكم على اختيار طريق العزة واختيار الشهادة الكريمة ، يريدون مساومتكم على لقمة العيش ، فاخترتم طريق الكرامة.
إن تياراً جارفاً يحيط بكم ، يريد تطويعكم واستعداءكم ضد أبناءكم المقاومون ، وأَبيتم إلا أن تكونوا المتراس الذي يحميهم ، ولا يقبل المساومة عليهم ، وعلى المقاومة ، لكننا يجب أن نعرف في هذا الصراع أيضاً ، من هم معنا ومن هم يتآمرون علينا ، ونعرف من يتباكى علينا ويحاصرنا ، ونعرف من يبيعنا ويعاقبنا ، ونعرف أن هذا الحصار الذي فرضوه علينا ، كان له هدف واحد هو أن نستسلم ، حتى بعض إخواننا من العرب ومن الفلسطينيين ، الذين يتباكون علينا في كل مكان ، نحن نعرفهم يبيعوننا للعدو ، ويتركوننا نموت حصاراً وقهراً ومرضاً.
نقولُ للجميع اليوم ، نحن شعب يعرف عدونا ، وسنقاتله بكل ما نملك ، ونطالب إخواننا أن يتوقفوا عن مساومتهم علينا ، وشعبنا الأبي سيكسر سياستهم ، ويكسر ما يسمونها صفقة القرن ، وسنكسر الدولة اليهودية التي ينادي بها نتنياهو وترمب بإذن الله.
ونطالب بهذه المناسبة شرطة رام الله بالتوقف عن ترويض الناس وقمعهم ، وإن ما جرى في رام الله في الأيام الأخيرة ، لا يليق بشعبنا ويتجاوز كل المحرمات ، ولنقف جميعاً صفاً واحداً في مواجهة كل المؤامرات والمشاريع التي تستهدف قضيتنا ، وإن قضيةً بحجم قضية فلسطين تحتاج لكل فلسطيني وعربي ومسلم ، فلنتوحد جميعاً من أجل فلسطين ، ومن أجل غد أفضل لأجيالنا القادمة.
النصر لشعبنا ، والحرية لأسرانا ، والشفاء لجرحانا ، والرحمة والقبول لشهدائنا.
وكل عام وأنتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته