"رؤيتنا للصراع متميزة"

القائد النخالة: الجهاد تسلحت بالعقيدة في مواجهة المشروع الصهيوني

04:04 ص الإثنين 24 أكتوبر 2022 بتوقيت القدس المحتلة

القائد النخالة:  الجهاد تسلحت بالعقيدة في مواجهة المشروع الصهيوني

"رؤيتنا للصراع متميزة"

القائد النخالة: حركة الجهاد الإسلامي تسلحت بالعقيدة في مواجهة المشروع الصهيوني

أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة، أن حركة الجهاد الإسلامي تمتلك رؤية متميزة وموقفاً سياسياً قوياً وواضحاً.

وأشار القائد النخالة خلال مقابلة لبرنامج "المقابلة" عبر قناة الجزيرة الذي يقدمه الإعلامي علي الظفيري، أن حالة التنافس الداخلية إلى جانب ظروف سياسية وإقليمية جعلت حركة الجهاد الإسلامي بمنأى عن الحضور في الرأي العام.

وأوضح القائد النخالة أنه رغم قوة الجهاد الإسلامي العسكرية وقوة مواقفها السياسية إلا أن غيابها الإعلامي ملموس وواضح.

ولفت القائد النخالة إلى وجود اتهامات حول تواطؤ بين كل الجهات لتغييب الجهاد الإسلامي، موضحاً أن هذه التهم قد لا تكون دقيقة بالكامل، وبيّن أن التقصير "متبادل" من الجهاد ووسائل الإعلام.

وأشار القائد النخالة أن حركة الجهاد الإسلامي لديها موقف متميز على مستوى الرؤية والنظرة للصراع، على مستوى الفعل الميداني والعسكري على مدار الوقت.

رؤية الجهاد للصراع

وأجاب القائد النخالة عن تساؤل حول ما يميز الجهاد الإسلامي عن غيرها بالقول: " إن حركة الجهاد الإسلامي تملك رؤية واضحة أكثر من الآخرين، فنحن نرى أن إسرائيل هي المشروع الغربي في المنطقة الذي أتى لاستهداف كل المنظومة الحضارية في المنطقة وأيضاً استخدم اليهود في تطبيق هذا البرنامج عبر وسائل التعبئة الصهيونية والتعبئة الدينية والتاريخية وزرعوا "إسرائيل" في المنطقة".

وأضاف "من هذا المنظور انطلقت حركة الجهاد الإسلامي في فكرتها لمواجهة هذا المشروع الغربي في المنطقة الذي استهدف فلسطين بما تعنيه فلسطين تاريخنا العربي والإسلامي وبما يعنيه موقع المسجد الأقصى وبما تعنيه القدس في التاريخ العربي والإسلامي".

وبيّن القائد النخالة أن هذا الاستهداف الكبير كان هو موقف الجهاد الإسلامي في رؤيتها لمواجهة هذه الهجمة وليس فقط دولة الكيان الصهيوني بحد ذاتها.

واستعرض القائد النخالة رؤية حركته التي تستند على أن "إسرائيل " قوة غازية اقتعلت شعبنا من أرضه وقذفت به في الهواء، لذلك الشعب الفلسطيني لم يكن أمامه خيار سوى مواجهة "إسرائيل" بعد أن طرد من أرضه التاريخية بما تمثله وبما تعنيه للشعب الفلسطيني ولشعوب المنطقة.

وأضاف بأن حركة الجهاد الإسلامي انطلقت من هذه النظرة وبنت رؤيتها على المنطوق التاريخي بما يشمل نظرة الإسلام للقدس.

وأشار إلى أن حركة الجهاد تسلحت بالأيدلوجيا وبالعقيدة وبالرؤية الواضحة والثابتة في مواجهة هذا المشروع الذي اقتلع شعبا بأكمله من أرضه واستوطن فيها وسلب المقدسات المسيحية والإسلامية.

وتأسيساً على ذلك، أوضح القائد النخالة، أن حركة الجهاد كانت على النقيض من هذا المشروع بكل ما يعنيه من تراثه الديني والتاريخي والعقدي والجغرافي.

وشدد على أن حركة الجهاد على طرفي نقيض مع المشروع الصهيوني وأن كل الحركات الفلسطينية كانت على النقيض الآخر، ولكن مع مرور الوقت والسياسة والعلاقات والواقع أصبح الناس لديهم فكرة تقديم أنفسهم بأنهم قادرين على التعايش وتقديم حلول ترضي الطرف الآخر، وتناسى هؤلاء أن الطرف الآخر آتي على قاعدة الغاء الشعب الفلسطيني وانهاء وجوده، لافتاً إلى أن المشروع الصهيوني قام على هذه القاعدة.

وأشار إلى أن تميز حركة الجهاد يكمن في فهمها للقاعدة التي جاء عليها المشروع الصهيوني لإلغاء ولإنهاء وجودنا تماماً.

ودعا القائد النخالة لقراءة المشروع الصهيوني وماذا يريد؟ وكيف قام؟ وكيف يمكن مواجهته؟  .

وحذَّر القائد النخالة من فقدان البوصلة وطرح مبادرات للحل وكأن الفلسطينيين هم من خلقوا المشكلة، مبيناً أنه عندما نفهم المشروع الصهيوني أكثر نُعد أدوات المواجهة بطريقة أفضل.

ورداً على سؤال يتعلق بأن عدم انخراط حركة الجهاد في الحكم هو من الأسباب التي جعلتها تتمسك بهذه الرؤية، أجاب القائد النخالة بأن هذه الرؤية للصراع في فكر حركة الجهاد الإسلامي جاءت قبل أن تأتي فتح للحكم وقبل أن تتولى حماس حكم غزة، وقبل اتفاق "أوسلو".

وتحدث عن منظمة التحرير الفلسطينية التي تأسست لتحرير فلسطين كما هو واضح من اسمها، لكن الفلسطينيين غادروا ذلك كله تحت ضغوط وتصورات خاطئة بأنه يمكن بالسياسة والعلاقات أن نغير الواقع وأن "إسرائيل" تعطي الفلسطينيين شيء من فلسطين.

ولم ينكر القائد النخالة تأثير الظروف العربية والدولية على المشهد الفلسطيني، والدفع بمنظمة التحرير إلى البحث عن حلول عبر السياسة والعلاقات التي روجت بأنه لا جدوى من القتال والدفع باتجاه البحث عن منحى آخر والاعتراف بـ " إسرائيل".

وقال:" إن ذهاب أبو عمار إلى الأمم المتحدة عندما قال: "جئتكم أحمل البندقية في يد وغصن الزيتون بيد" كمبادرة سلام، جاء بعد جهود دولية كبيرة أُفهم عرفات خلالها أن هذا هو طريق السلام وقدموا له وعوداً .

ورداً على سؤال المذيع بإمكانية تكرار ما حدث مع حركة فتح، مع حركة حماس، أجاب القائد النخالة بأن هناك تحدٍ أمام كل طرف فلسطيني، لافتاً إلى أن هناك عمل مستمر ودائم ولا يتوقف من السياسة الإقليمية والدولية و الضغوط التي تمارس على القوى الفلسطينية.

وشدد على أن مواجهة هذه الضغوط المختلفة يحتاج إلى قدر كبير من الصمود والفهم وعدم الاستعداد للتورط.

وكشف القائد النخالة عن سؤال يُطرح على كافة القوى الفلسطينية يتعلق بالاعتراف بـ "إسرائيل" ، في حين أن "إسرائيل" لا تعترف بالشعب الفلسطيني، والمطلوب منا كشعب مطرود من أرضه أن يعترف بـ "إسرائيل" حتى نكون بالمعيار الدولي حكماء ونفهم بالسياسة ! .

وعقب القائد النخالة على تساؤل للمذيع حول ما الذي يمكن أن يعرض على الفلسطينيين وتقبل به حركة الجهاد الإسلامي، بالقول: "إن هذا السؤال يعيدنا إلى أصل فكرتنا بأن الاحتلال لأرض فلسطين يجب أن يرحل، وأن مكانه في أي جغرافيا أخرى في العالم.

وأضاف ما يقدم لنا اليوم هو القتل والاستيطان ومصادرة الأراضي.

وبيّن القائد النخالة أنه برغم رفض حركة الجهاد الإسلامي لاتفاق "أوسلو" إلا أننا لم نحارب الاتفاق ولم نصطدم معه عسكرياً على قاعدة تصفية مشروع سياسي آخر، و أتيحت لهذا المشروع تجربة فكرة إقامة دولة فلسطين على الضفة الغربية وقطاع غزة، لكنه فشل.

وأوضح أنه بمجرد أننا لم نعلن الحرب العسكرية على مشروع بهذا الحجم ويناقض فكرتنا، إلا أننا لم نكن مضطرين لأن نسير في نفس المسار ونفس الطريق.

وبيّن القائد النخالة أن الكتلة التي حظيت بدعم الشرعية الدولية والعربية وتم الاعتراف بها هي التي سارت في هذا المسار، متسائلاً باستنكار لماذا يطلب من باقي القوى الفلسطينية أن تسير في هذا المسار وتصل إلى الحائط المسدود؟؟!

وقال إن هذا الحل الذي قدمه المجتمع الدولي فشل، ونحن ما زلنا مقتنعين بأن فلسطين هي حقٌ للشعب الفلسطيني على خلفية أيدلوجية وعقائدية وتاريخية.

الاستيطان في الضفة

وحول رأي الجهاد الإسلامي وأمينها العام لما يجري في الضفة، رد القائد النخالة بالقول: "إن "إسرائيل" استولت على جزء كبير من الضفة الغربية وأقامت شبكة مستوطنات هائلة وعدد المستوطنين الآن يتجاوز 800.000 مستوطن، وهذه المستوطنات هي مدن كاملة بكل ما تعني الكلمة، وفيها مصانع ومزارع، ونحن نصف هذه المستوطنات بأنها دولة "إسرائيل" الثانية التي أقيمت في الضفة الغربية، وهذا يجعلنا في مواجهة تهديد جديد لحياة الناس.

والضفة الغربية تعني لنا القدس وكل هذه الجغرافيا الفلسطينية.

وأشار إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية قاتلت من أجل أن تقيم دولة فلسطينية في الضفة الغربية، وما يجري الآن في الضفة الغربية يؤكد أن مشروع إقامة دولة غير ممكن وأنه لا يوجد مشروع سياسي للفلسطينيين بإقامة دولة في الضفة، وتساءل عما هو الحل الممكن في العقل الإسرائيلي والعقل الأمريكي أيضاً ؟.

وأوضح أن كل المعطيات تشير إلى إيجاد حالة جغرافيا تعطي حالة تمثيل للشعب الفلسطيني، والجميع في العالم والاقليم يدفع باتجاه أن تكون الهوية السياسية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لأن إسرائيل لا تريد قطاع غزة .

واستدرك بالقول: "صحيح أن "إسرائيل" ضد قطاع غزة وتعتبره وباء ويجب أن يحاصر باستمرار، ولكن يمكن أن يكون مخرجاً لحل الصراع، بمقتضاه يكون للفلسطينيين هوية تمثيل في قطاع غزة، أما في الضفة المحتلة يكون الفلسطيني عبارة عن جالية وتكون مخزناً للعمال" .

ولفت إلى أن خيار الفلسطينيين في ظل الظروف الصعبة والضائقة الاقتصادية فإن هناك أكثر من 150.000 فلسطيني يعملون في "إسرائيل" داخل المستوطنات.

وقال :" إن السلطة ذهبت لبناء مشروع سياسي في الضفة تحول مع الوقت إلى عبارة عن أجهزة أمنية تخدم الأمن الإسرائيلي، وتأخذ أجرة مقابل ذلك.

ولفت إلى أن الدول العربية كانت تدعم منظمة التحرير مالياً في السابق، لكن الآن الدول العربية منعت من تقديم الدعم ولا يجرؤ أحد على دفع فلس واحد لسلطة أبو مازن أو لسلطة حماس بدون التوقيع الأمريكي. ولذلك مصادر تمويل السلطة هي الدول الأوروبية وأمريكا، وهم من حددوا أن هذه السلطة التي تدرب أمنها وشرطتها وتقدم لها الدعم.

وأشار إلى أن أمريكا تبنت مشروع تأهيل الفلسطينيين ليستطيعوا أن يتعايشوا مع الإسرائيليين، وأن السلطة لم يكن لديها خيار آخر سوى أن تتعايش مع هذا الموضوع وأبو مازن تبنى خطاب السلام المفتوح.

ورداً على سؤال المذيع عن مرحلة ما بعد أبو مازن، أجاب القائد النخالة بأنه من المتوقع حدوث حالة اهتزاز كبيرة داخل حركة فتح نتيجة الخلافات أو السياسات ونتيجة غياب برنامج سياسي وعدم وجود جدوى في العملية السياسية.

وقال إن عناصر وقواعد حركة فتح أصبحت غير مؤمنة بمشروع السلطة التي هي بالأصل قامت على حركة فتح التي تحمي السلطة.

وأوضح القائد النخالة بأن حركة الجهاد منفتحة على شبيبة فتح التي تقاوم ولذلك نحن منفتحين على فتح ولا نريد أن ينتقلوا إلى مربع الجهاد الإسلامي، وفي العمل المقاوم الميداني ننفتح بلا حدود ومعنيون ببقاء كتائب شهداء الأقصى تقاتل إلى جانب الشعب الفلسطيني.

المصالحة

هناك عملية إضاعة وقت، وأجزم أن الجميع يعرف ذلك، ولكن هناك تواطؤ على استمرار لعبة المناورة المستمرة، مضيفاً لا نحمل طرف المسؤولية عن ذلك، ولكن يجب أن تعرف " إسرائيل" هي شريك في موضوع المصالحة ولن تحدث مصالحة بدون موافقة "إسرائيل" التي تتحكم بالجغرافيا وبالأمن والاقتصاد.

وأشار إلى أن السلطة لا تستطيع أن تقدم على خطوات تناقض منهجها السياسي.

وحول الدور العربي في ملف المصالحة وغيره، أشار القائد النخالة إلى أن مصر لديها اتفاق سلام مع "إسرائيل"

الدور المصري

ورد القائد النخالة على سؤال المذيع عن وجود تغيير في الموقف المصري تجاه غزة، رد بالقول: إنه لا يوجد تغيير وأن السلوك المصري تجاه غزة يتم إما بطلب إسرائيلي أو بموافقة إسرائيلية.

ولفت إلى أن مصر تعتبر غزة هي تحت السيادة الإسرائيلية، واستدل على ذلك بأن الوفود المصرية التي تأتي إلى قطاع غزة لا تأتي عبر معبر رفح وإنما عن طريق المعبر الإسرائيلي، لأن هذه الجغرافيا تسيطر عليها "إسرائيل" ومصر تتعامل مع قطاع غزة وفق هذه القاعدة، وبالتالي "إسرائيل" هي التي تتحكم بدخول المساعدات وما هو مسموح وما هو ممنوع من الأشياء التي تدخل عن طريق مصر.

واستدرك القائد النخالة أن مصر تتعامل مع الشرعية الفلسطينية التي يمثلها أبو مازن، ولكنا أيضاً تتعامل مع غزة بحكم الأمر الواقع، وتتدخل بطلب "إسرائيل" لا سكات قطاع غزة الذي به 2 مليون مسلح يشكلون تهديداً لـ "إسرائيل".

العلاقة مع إيران

رفض القائد النخالة وصف حركة الجهاد الإسلامي بأنها حركة إيرانية، وأكد أن إيران حليف لحركة الجهاد الإسلامي وللشعب الفلسطيني بالمجمل لأن موقفها السياسي هو موقف واضح ومعادٍ لـ "إسرائيل" ، وهي تدعم القوى الفلسطينية المقاومة للمشروع الإسرائيلي، وعلى المستوى السياسي دولة متضامنة وداعمة لكل قوى الشعب الفلسطيني .

ورد القائد النخالة على سؤال حول خصوصية العلاقة مع إيران بالقول: إنه إذا أردنا أن نقرأ علاقة حركة الجهاد الإسلامي بإيران فعلينا أن ننظر إلى مرحلة تأسيس حركة الجهاد الإسلامي التي تزامنت مع انتصار الثورة في إيران والخطاب الذي ترافق مع قيام الثورة الإسلامية حيث كانت الحركة الإسلامية ترى في إيران الثورة دولة إسلامية تنهض في مواجهة كل التيارات العلمانية.

وأشار إلى أن الموقف السياسي الإيراني كان واضحاً من "إسرائيل" و من أمريكا، وعلى المستوى العملي جُسد ذلك باستبدال السفارة الأمريكية بالسفارة الفلسطينية، وأصبحت إيران نموذجاً للحركة الإسلامية ونموذجاً لكل العرب بالمجمل العام، والحركة الإسلامية كلها أرسلت وفوداً التقت بالإمام الخميني وأيدته وكان ذلك شبه مبايعة، ولكن مع مرور الوقت والسياسة أصبحت تطرح مسألة إيران دولة فارسية وشيعية ثم حصلت الحرب العراقية الإيرانية، ومع مرور الوقت اتسع الهجوم على إيران.

نحن رأينا في إيران ثورة إسلامية تعادي "إسرائيل" والأمريكان، وما زلنا نرى أن هذا هو موقفها.

وأشار إلى أن هناك خطاب عربي يرى إيران حالة تهديد للنظام العربي، ولكن نحن نرى في الجمهورية الإسلامية حليفاً للشعب الفلسطيني وتدعم وتؤيد المقاومة.

وقال نحن نرى إيران التي تتخذ موقفا من السياسة الأمريكية في المنطقة، وموقفاً ضد "إسرائيل" وداعماً للمقاومة، وفي المشهد الآخر نرى النظام العربي يذهب إلى "إسرائيل" وينفتح على العدو، ويتخذ سياسات موالية للولايات المتحدة التي نرى فيها طرفاً معادياً و "إسرائيل" طرف معادي، لأن الولايات المتحدة هي التي تدعم "إسرائيل" على مدار الوقت ونحن نقتل بأسلحة أمريكية، والولايات المتحدة منحازة لـ "إسرائيل" في كل سياساتها، والدول العربية تذهب باتجاه "إسرائيل" وباتجاه العلاقات والتطبيع، وإيران تصعد من موقفها ضد "إسرائيل".

وعقب القائد النخالة على تساؤل حول علاقة إيران بما يجري في بعض الدول العربية، بالقول إنه يرى أن الملفات التي تتهم إيران بالتدخل فيها هي ملفات منفردة، "الملف السوري واليمني واللبناني ولكل واحد منهم حيثياته"، وأشار إلى إن إيران لها مقاربة مختلفة بشأن الملف السوري، إذ تعتبر أن ما يحدث في سوريا من حالة تهديد للدولة السورية هو في مصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل وعلى هذا الأساس قدمت مساعدات لسوريا.

وعبر القائد النخالة عن رفضه الشديد لربط المعارك التي خاضتها المقاومة في غزة بالسياسة الإيرانية، ووصف هذا الكلام بأنه مبالغة كبيرة، ودعا إلى رؤية الأسباب الموضوعية التي أدت إلى هذه المعارك بعين المحلل وليس بعين الخصم.

ولفت القائد النخالة الانتباه إلى أن معركة العام 2019 "صيحة الفجر" جاءت رداً على اغتيال القائد بهاء أبو العطا في غزة واستهداف القائد العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ما أدى إلى استشهاد نجله في سوريا، فكان الرد الطبيعي على هذا الاستهداف العدواني.

و رداً على سؤال للمذيع حول التنسيق مع حركة حماس، أجاب القائد النخالة أننا تواصلنا مع حركة حماس التي كان لها موقفاً سلبياً، مشيراً إلى أن غرفة العمليات لم تتخذ قرار المواجهة سوى في معركة "سيف القدس"، أما باقي المعارك فقد حدثت بحكم الواقع ولم ننسق وجميعنا شاركنا فيها.

وأكد القائد النخالة أن فاعلية المواجهات التي يكون فيها مشاركة من الفصائل هي أفضل، وأكثر جدوى سياسية وعسكرية وأمنية. ونحن دوماً نرغب في خوض المواجهات المشتركة، ولكن عندما لا تكون خيارات نذهب لوحدنا لصد العدوان.

الدعم الإيراني

أكد القائد النخالة أن إيران تقدم مساعدات لأسر الشهداء، ومساعدات اقتصادية عامة، وأشار إلى أن هذه المساعدات التي تقدمها إيران بالكاد تؤدي احتياجات الحركة في ظل الوضع الحالي، لافتاً إلى أن إيران ليست دولة تنفق بلا حساب على أصدقائها وحلفائها وإنما بما هو متاح.

وبيّن القائد أنه لو كانت امكانات حركة الجهاد الإسلامي أفضل لكانت الحركة في وضع مختلف عمّا هو عليه الآن.

التسليح العسكري

أوضح القائد النخالة أن أيران على مدى سنوات ماضية قدمت مساعدات عسكرية وصلت لقطاع غزة لكل قوى المقاومة وعلى وجه الخصوص لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، لكن هذا التمويل العسكري ليس متاحاً على الدوام.

وكشف القائد النخالة أن إيران تقدم اليوم خبرات عسكرية على المستوى النظري والعملي لقوى المقاومة وعلى وجه الخصوص لحماس والجهاد الإسلامي.

وأكد القائد أن إيران لا تحصل على شيء من وراء هذا الدعم سوى الجانب المعنوي والمزيد من العقوبات والحصار المفروض عليها.

وأعرب القائد النخالة عن اعتقاده بأنه لو أوقفت إيران دعمها وتخلت عن عدائها لـ "إسرائيل" فإن الحصار المفروض عليها سينتهي.

وحول احتمالات قيام العدو الإسرائيلي بشن عدوان على الجمهورية الإسلامية قال القائد النخالة إن "إسرائيل" تخشى من قيام حزب الله بالرد في حال قيام "إسرائيل" بشن عدوان عسكري على إيران، وعن مشاركة حركة الجهاد الإسلامي في الرد حال قيام "إسرائيل" بشن هجوم عسكري على إيران، بيّن القائد النخالة أنه لا يريد أن يتخذ مواقف استباقية وأن القرارات تتخذ بناء على الظروف والمعطيات.