نص الحوار الذي أجرته منصة قناة "الميادين" مع القائد المجاهد زياد النخالة

10:45 م الخميس 29 ديسمبر 2022 بتوقيت القدس المحتلة

نص الحوار الذي أجرته منصة قناة "الميادين"  مع القائد المجاهد زياد النخالة

نص الحوار الذي أجرته منصة قناة "الميادين" على شبكة "توتير" "سبايس توتير" مع الأخ القائد زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

 

مذيعة الميادين:

مساء الخير لكل المتابعين، اليوم معنا ضيف استثنائي للحديث عن العام 2022، هذا العام بالنسبة للميادين هو عام فلسطين بامتياز، وبالنسبة للعالم بشكل عام، في أحد الاحصائيات العام 2022 هو العام الأكثر دموية منذ العام 2015، حين بدأت الأمم المتحدة بتسجيل الوفيات في فلسطين بشكل منهجي.

هذه الأرقام تأتي من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة، وهناك تقرير حمل هذه الأرقام الموجعة.

في هذا العام استشهد 230 فلسطينياً منهم 171 في الضفة الغربية وأبرزهم الزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة، واستشهد 53 فلسطينياً بينهم 16 طفلاً في غزة أغلبهم قضوا خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في شهر أغسطس، كما استشهد 6 فلسطينيين من الداخل المحتل عام 48.

أما عدد الجرحى فتجاوز 9 آلاف جريح واعتقل الاحتلال 6500 فلسطيني عدا عن الأضرار المادية في المباني والمؤسسات، وطبعاً أشجار الزيتون التي يحزن الفلسطيني كحزنه على الشهداء، بالمقابل هذا العام شهد عودة الأعمال الفدائية المقاومة على كل أرض فلسطين التاريخية.

الجيش الإسرائيلي سجل أكثر من 7200 عملية فلسطينية مقاومة بينها 413 عملية إطلاق نار، إضافة إلى عمليات نوعية مثل التفجير المزدوج القدس المحتلة، إلى جانب الهجمات التي نفذها شهداء فلسطينيون في شارع ديزنغوف وبني براك وشعفاط ومعاليه أدوميم، ويقول جيش الاحتلال أنه أحبط 450 عملاً مقاوماً.

هذه العمليات الفدائية خلفت 31 قتيلاً إسرائيلياً وأصابت نحو 500 إسرائيلي بجروح.

هذه الأرقام تعتبر الأعلى منذ العام 2015 بحسب اعتراف الصهاينة أنفسهم.

اسم "سرايا القدس" الجناح العسكري المسلح لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين كان قاسماً مشتركاً في أغلب هذه العمليات المقاومة.

وهو الاسم الذي انتقل إلى هذا العام من العام الماضي، وبالتحديد في شهر سبتمبر أيلول حينما نجح أبطال نفق الحرية من تحرير أنفسهم من سجن جلبوع وتمريغ المؤسسات الأمنية والعسكرية للاحتلال في وحول الهزيمة و اللاجدوى.

عن هذا العام الدموي الذي سجلت فيه "سرايا القدس" انتصاراً واضحاً على الاحتلال في معركة "وحدة الساحات"، وما حمله من أحداث وما قد ينتقل فيه إلى العام المقبل من مفاجآت ومعادلات ردع وقواعد اشتباك معنا اليوم الضيف الاستثنائي المقاوم الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة "أبو طارق"

أهلا وسهلاً بك سيد " أبو طارق" ............

القائد أبو طارق:

أهلا بك وبجميع الأخوة، وتحية لجميع الأخوة والأخوات المشاركين والمستمعين، وأبارك لشعبنا ولجميع شعوب العالم بالعام الميلادي الجديد، وأدعو الله أن يعم الأمن والسلام على الجميع.

واخص إخواننا المسيحيين في فلسطين وفي كل مكان بالتهنئة بعيد ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام، وإن شاء الله تكون مناسبة مباركة على الإنسانية جمعاء.

تحية لكم جميعاً، وأنا استمع لكم وإن شاء الله تكون مشاركة إيجابية من الجميع ...

أبأ بالتعريف على نفسي بحكم ضرورة البرنامج ....

أنا زياد النخالة، أبلغ من العمر الآن تقريباً 70عاماً، اعتقلت عام 1971 وأمضيت في سجون العدو 15 عاماً، خرجت من السجن عام 1985.

متزوج وعندي الآن 4 بنات واثنين من الأولاد، جميعهم متزوجون باستثناء فرد واحد.

انتميت لحركة الجهاد الإسلامي في العام 1983 أثناء وجودي في السجن، خرجت من السجن عام 1985 ومارست عملي ضمن صفوف حركة الجهاد الإسلامي وشاركت في الانتفاضة الأولى عام 1987، وأبعدت إلى جنوب لبنان عام 1988، ومن هنا بدأت المسيرة، أكملت جانب من تعليمي الجامعي، وأنا الآن تدرجت في القيادة، وانتخبت قبل 4 أعوام كأمين عام لحركة الجهاد الإسلامي.

مذيعة الميادين:

خير خلف لخير سلف أخ أبو طارق / حضرتك انتخبت خلفاً للراحل الكبير الدكتور رمضان عبد الله شلّح، الذي انتخب بدوره خلفاً لمؤسس حركة الجهاد الإسلامي الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي.

نبدأ سريعاً معك، استمعت حضرتك للمقدمة فما تعقيبك على أن هذا العام كان عام فلسطين، عام الشهداء وعام المقاومة إذا جاز التعبير؟

القائد أبو طارق:

بداية اعتبر هذا العام هو عام الصمود والتحدي الفلسطيني، وما يحدث اليوم في الضفة الغربية هو عبارة عن انتفاضة شعبية مسلحة، وما تم ذكره في التقرير الذي ذكرتموه هو مؤشر كبير على حجم تفاعل الضفة الغربية، والعام الذي أستطيع أن أقول عنه بأنه العام الذي افتتحه العدو بما يسمى بعملية " كاسر الأمواج"، رداً على أبطال نفق الحرية التي قامت بها مجموعة من الجهاد الإسلامي إضافة لحركة فتح، هذا العدوان أطلق عليه "كاسر الأمواج"

وأيضاً العام نفسه تضمن عدوان على قطاع غزة ، وأطلقنا على مواجهتنا لهذا العدوان معركة " وحدة الساحات" ، كمؤشر ودليل على وحدة الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة وفي كل مكان، وهذا العام أيضاً أنشأت كتائب مقاومة ميدانية وعلى رأسها "كتيبة جنين" الممتدة إلى كتائب في الضفة الغربية وكذلك عرين الأسود، وكما ذكر التقرير بأن هناك على الدوام حالة اشتباك مستمر وحالة عدوان إسرائيلي لا يتوقف على الضفة الغربية، من عمليات استيطان وهدم البيوت وحملات الاعتقال، وأصبح الجميع يدرك بعد هذا العام الطويل والمقاوم أننا أمام مواجهة لا خيار فيها لأحد، لذلك ستبقى المقاومة مستمرة.

نستقبل العام الجديد بمعنويات أكبر وبروح أفضل، وهنا نؤكد أن معركة وحدة الساحات هي الحدث الأهم أيضاً، حيث تقدمت حركة الجهاد الإسلامي في المشهد، وبتعاضد كافة قوى المقاومة الفلسطينية، والرسالة الأبرز كانت أنه لا يمكن الاستفراد وتقسيم الشعب الفلسطيني، ونؤكد هنا أننا شعب واحد، وما يقع في الضفة يعنينا كما في غزة كما في مخيمات اللجوء في الخارج إنها معركة واحدة ونحن شعب واحد، وسنستمر إن شاء الله بالمقاومة والوحدة.

 كل التهديدات وكل التحديات، وهذه الحكومة الفاشية الجديدة التي تشكلت في الكيان الصهيوني، هذا الكيان يسفر مرة أخرى عن وجهه وعن رسالته بألا سلام مع الشعب الفلسطيني وأنه لا امكانية للتعايش ولا امكانية للحلول الوسط، هناك من الشعب الفلسطيني، من اختار طريق التسوية مع العدو، لكن العدو رسالته واضحة اليوم بأنه لا مكان للشعب الفلسطيني، التهديدات مستمرة للمسجد الأقصى، نسف البيوت وتدميرها، الاعتقالات والقتل.

 إذاً نحن أمام تحدي واضح وكبير، وأنا أعتبر العام الذي مر هو عام صمود وتحدي، ونحن نستقبل العام الجديد بكل إرادة وقوة إن شاء الله لتعزيز المقاومة، ووحدة الصف الفلسطيني، ووحدة كل قوى الشعب الفلسطيني ووحدة الشعب الفلسطيني تظهرها وحدة الكتائب المقاتلين، كتيبة جنين وكل الكتائب، كتيبة بلاطة وكتيبة طولكرم، وكتيبة نابلس

ومجموعات جبع، ونحن نعمل على تطوير هذه الكتائب لتكون منفتحة على الجميع، وهي منفتحة على كتائب شهداء الأقصى بشكل رئيسي، ونرتب وننسق الآن لتكون هذه الكتائب لكافة قوى الشعب الفلسطيني لنقاوم موحدين.

لا خيار أمامنا الآن إلا أن نكون موحدين، وأن نقاتل صفاً واحداً في الميدان، الموقف السياسي والخطاب السياسي أيضاً يكون موحد في الميدان في مواجهة حكومة العدو وفي مواجهة العدوان الذي لا يتوقف والذي يستهدف الآن بشكل مباشر الاستيلاء على المسجد الأقصى، والاستيلاء على الضفة واستكمال الاستيطان فيها.

إذاً نحن أمام عام مليء بالأحداث، ومليء بالتحديات، ومليء بالمواجهات وبالمقاومة، الشعب الفلسطيني سيكون أمامه خيار واحد هو الوحدة في الميدان، والقتال في الميدان.

نحن لا نناقش الأمور والبرامج السياسية، نحن اليوم أمامنا عنوان واحد هو أن نقاتل جميعاً، هذا العدو وبدون توقف.

بعيداً عن البرامج السياسية التي نختلف أو نتفق حولها.

إن لم نقاتل جميعاً سنقتل فرادى ولن يبقى للمقاومة أي أثر ولن يبقى وجود سياسي للشعب الفلسطيني.

لذلك نحن أمام تحدي كبير وواضح، وعلينا أن نقاتل جميعاً بلا تردد وبلا توقف أمام هذا العدوان الذي لا يتوقف ..

المذيعة:

شكراً لك أخ ابو طارق على هذه الاحاطة البانورامية إذا جاز التعبير.

أبدأ من نقطة مفصلية تحدثت عنها هي معركة وحدة الساحات أن تطلب "اسرائيل" من كل الأطراف لإيقاف معركة وحدة الساحات، هو بلا شك انتصار ميداني كبير لسرايا القدس، لكن وقف اطلاق النار لم يؤدي إلى تنفيذ الشروط التي أعلنتها حضرتك آنذاك ومن ضمنها إطلاق سراح الاسير خليل عواودة، هل هذا يعني أن وحدة الساحات قد تستكمل في أي وقت ممكن ؟

القائد أبو طارق:

في الواقع نحن في عملية عسكرية وفي مواجهة عسكرية مستمرة، ما يجري اليوم في الضفة من اشتباكات وعمليات على امتداد مدن الضفة الغربية، وما يجري الآن في غزة من تحضيرات عسكرية وبالأمس كانت مناورة الركن الشديد (3) هذا كله رسائل وحشد للقوة الفلسطينية الممكنة.

ملف الأخ خليل عواودة رافقه تعقيدات كبيرة، وجد العدو مدخلاً آخر بقضية جديدة للأخ خليل بمعزل عن مسألة الاضراب الذي خاضه ضد الاعتقال الاداري، هناك تعقيدات...

أنا أود القول أننا في معركة مفتوحة ومستمرة، لن تتوقف المعارك بيننا وبين العدو على امتداد الضفة الغربية، والموقف ليس مرتبطاً فقط بنتائج معركة وحدة الساحات، ولكن ما يجري اليوم هو امتداد لمعركة وحدة الساحات وهو امتداد لمشروع المقاومة التاريخي منذ انطلقت في مواجهة المشروع الصهيوني.

لذلك كل حلقات المقاومة مترابطة ومتماسكة، وكلها تكمل بعضها البعض.

المذيعة:

ما قلته حضرتك مهم جداً عطفاً على تقوية الكتائب التي تقاتل بشكل وحدوي في الميدان والتقارب بين هذه الكتائب ولكن دعني أتوقف قليلاً عند موضوع الأسرى بالتحديد، على مدى تاريخنا في الاشتباك مع هذا العدو الصهيوني، العدو أفرج عن أسرى مقابل أسرى، فهل يمكن أن تتنوع عمليات المقاومة في العام المقبل؟ وأن نرى مثلاً عملية لسرايا القدس لأسر جنود إذا كانت الفرصة متاحة؟ وهل كل الوسائل أمام سرايا القدس وأمام مقاتليها لإلحاق الضرر بهذا العدو وتنفيذ شروط المقاومة؟

 

القائد ابو طارق:

موضوع الأسرى هو أولوية عالية وهامة بالنسبة للشعب الفلسطيني وبالنسبة لكافة قوى المقاومة ولسرايا القدس على رأس قوى المقاومة، ونحن لن نكل ولن نتوقف عن أي محاولة للإفراج عن الأسرى عبر أسر جنود إسرائيليين أو عبر المعارك السابقة، وأيضاً ما نتوقع في العام القادم من معارك وهو احتمال كبير ومفهوم ممكن أن يحدث عدوان على قطاع غزة، واستمرار المعارك هذه والاشتباكات في الضفة الغربية، وبالتالي على سلم أولويات المقاومة وعلى سلم أولويات حركة الجهاد الاسلامي موضوع الأسرى وهو يبقى هماً يومياً يعيشه المقاومون وتعيشه المقاومة تجاه أسراها.

في التاريخ الفلسطيني حصل هناك عمليات تبادل نعم هي طويلة، ولكنها مؤثرة، وإن شاء الله يكون ما لدى المقاومة في قطاع غزة الآن، وما يمكن أن يحدث في أي معارك لاحقة امكانية لأسر جنود صهاينة لبادلتهم مع الأسرى.

أنا أقول المعركة مفتوحة مع العدو على كل الاحتمالات، ولن تتوقف، لأن العدو يمارس عدوان على شعبنا، ومجرد وجود الكيان الصهيوني هو عدوان يوجب المقاومة.

هذا العدوان والعمليات العسكرية المستمرة على امتداد الضفة الغربية هي عدوان مستمر وتفتح أفق أمام المقاومة.

ليكون لديها خيارات الأسر إذا أتيحت الفرصة وبالتأكيد هذا سيكون ضمن أولويات المقاومة وعلى جدول أعمالها المستمر، هذا واجب علينا.

وبالرغم من مرارة القيد ومرارة السنوات الطويلة التي مرت، لكن أيضاً ظروف المقاومة وتعدد الأحوال والمعارك المفتوحة الجميع يشعر بتعقيدات الوضع، ولكن هذا لا يمنع أن يكون موضوع الأسرى على سلم أولويات حركات المقاومة وحركة الجهاد الاسلامي.

المذيعة:

حضرة الأمين العام تتحدث عن وحدة في القتال ووحدة في قرار الشعب الفلسطيني أن يواجه حتى النهاية، لكن للأسف هذه الوحدة لا نراها تنسحب على الواقع السياسي الفلسطيني، هل حدثتنا أكثر عن موقفكم من موضوع الوحدة السياسية التي نعاني منها منذ 16 عاماً؟

للأسف، وعن علاقتكم ببقية الفصائل المقاومة من خلال غرفة العلميات المشتركة، ومن خلال مناورة الركن الشديد التي تحدثت عنها، وهل أنتم مع جميع قوى المقاومة في فلسطين المحتلة على تنسيق مستمر ودائم كما أعلنتم أكثر من مرة من قبل؟

القائد أبو طارق:

للأسف نحن كشعب فلسطيني نواجه تحديات عدة من كافة الاتجاهات والظروف السياسية المحيطة والظروف الميدانية.

القوى الفلسطينية اختلفت تاريخياً على برامجها الأساسية وعلى رؤاها وعلى كيفية التعاطي مع العدو، كان هناك اتفاق "أوسلو" ونشأ عليه ما ترتب من انقسام داخلي في الصف الفلسطيني.

لكننا الآن، كل الجهود التي تحث للمصالحة لم تتوقف فيها لكننا الآن أمام استحقاقات كبرى، وأنا أقول باسم حركة الجهاد الاسلامي نحن جاهزون للذهاب الى أبعد مدى ممكن للوحدة الميدانية بدون أي شروط وبدون أي سقف في مواجهة العدو الصهيوني على مستوى المقاومة وعلى مستوى الميدان وعلى مستوى الانفتاح والتعاون العسكري والأمني مع جميع القوى بمعزل عن موقفها السياسي، في الموقف السياسي نحن لم نجد نقطة التقاء حتى هذه اللحظة لكن اليوم أمام هذا التحدي الذي يواجهنا.

أنا أعتقد أن هناك طاقة أمل لأن نتوحد في الميدان ولنعلن جميعاً أن وجود الاحتلال هو مبرر للمقاومة، وبالتالي نحن سنعبر أنفسنا وحدة عسكرية واحدة في الميدان، في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، بطبيعة التحدي وطبيعة العدوان هذا يفرض علينا هذا الاستحقاق.

ولذلك أنا أعيد أكرر أننا في حركة الجهاد الاسلامي جاهزون للانفتاح على كافة القوى بدون أي تحفظ وبدون أي حدود لوحدة القوى الميدانية، وهذا سيفتح أفق جديد لإمكانية وحدة الموقف السياسي.

ونحن عملنا خلال العام الماضي وسنعمل هذا العام إن شاء الله على العمل أكثر.

هناك أيضاً نقاشات وحوارات عن كيفية وحدة العمل المقاوم في الميدان بين القوى الفلسطينية، وأعتقد أن العام القادم مبشر لوحدة المقاتلين في الميدان وإن شاء الله التمدد الصهيوني الذي تطرحه الحكومة يفرض على الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة الوحدة في الميدان والقتال بشكل وبصورة موحدة، حتى لو لم نتفق سياسياً لكننا الآن تحت التهديد جميعاً.

العدو الصهيوني يريد تهويد الضفة الغربية والاستيلاء بالكامل على مدينة القدس وعلى المسجد الأقصى، وحتى هذه اللحظة لا يوجد إجابة لدى الشعب الفلسطيني إلا المقاومة في الميدان، وهذه المقاومة ستصنع الوحدة السياسية، وستفرض الوحدة السياسية.

لا حلول سياسية مع العدو، وكل الذين جربوا هذا الخيار ردت عليهم "إسرائيل " بأنه لا امكانية لحل سياسي مع الشعب الفلسطيني، وبالتالي لا خيار أمامنا إلا بالمواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني في الميدان.

لذلك أدعو كل قوى المقاومة لأن نعمل في الميدان من أجل هذه الوحدة حتى نستطيع مواجهة هذه الحكومة الصهيونية، وهذا العدو الصهيوني الذي يريد أن يهود ما تبقى من الضفة الغربية بعد كل هذا الاستيطان المنتشر.

حسب البيانات الاسرائيلية نصف الجيش الصهيوني منتشر في الضفة الغربية عبر الحواجز، أكثر من ٦٠٠ حاجز عسكري في الضفة الغربية تتحرك على مدار الوقت لحماية المستوطنات لأن المستوطنين يبلغ عددهم قرابة ٨٠٠ ألف مستوطن، هذا يستدعي انتشار نصف الجيش الصهيوني في الضفة الغربية من أجل حماية الاستيطان والمستوطنين، هذا يعني أيضًا أننا في عمليه استنزاف مستمرة لكافة الجيش الصهيوني، وهذا يعتبر إنجاز كبير اليوم لم يسبق له مثيل في تاريخ الشعب الفلسطيني.

وهذا يعني أن الاستيطان تحول الى عبء على المشروع الصهيوني وهذا الاستنزاف يكف أذى الجيش الصهيوني عن باقي محاور المقاومة، لذلك أهمية ما يجري في الضفة الغربية هو استنزاف للجيش الصهيوني، وليستنزف الجيش أيضًا ودوره المهيمن والمسيطر في المنطقة والذي يحمل تهديدات كبيرة لسوريا ولبنان والتهديدات الأخرى.

المذيعة:

الموقف الذي ذكرته هو موقف متقدم جداً، الوحدة في الميدان مع جميع القوى الأخرى حتى لو اختلفنا معها سياسياً، نحن نتحدث على بعد ساعات من تأدية الحكومة الأكثر يمينية كما توصف أدت اليمين، وهي الحكومة التي تأتي بمشاريع تصفوية للقضية الفلسطينية، وأنت تحدثت بإسهاب عن التهديدات التي تشكلها هذه الحكومة، حضرتك أكدت أننا ضد الجيش الصهيوني ونستنزفه بكل الطرق الممكنة, ولكن في الضفة الغربية هناك وضع شاذ يتمثل باعتقال المقاومين أو ملاحقتهم, كيف يمكن أن نوفق كفلسطينيين بين عدائنا لـ "إسرائيل" بين أن يظل الدم الفلسطيني على الفلسطيني حرام؟

القائد أبو طارق:

هناك بعض المسلكيات للسلطة الفلسطينية للحظة لم تتخلى عنها، وهي لبعض الأجهزة التي لم تفقد الأمل في عملية سياسية تتحدث عنها.

لكن أنا أقول الآن الميدان يفرض معطيات ومعادلات جديدة ليست مرتبطة برغبات السلطة أو أجهزتها الأمنية.

الحكومة الاسرائيلية تعلن برنامجها الأساسي المتمثل بالاستيطان والسيطرة على المسجد الأقصى، هذا يعني تجريد الشعب الفلسطيني من كل شيء، وهذه رسالة للسلطة وللشعب الفلسطيني أنهم يريدون أن يقاتلوننا على كل شيء، على المقدسات وعلى الأرض.

في ظل هذا هل تبقى السلطة وأجهزتها الأمنية تلاحق المجاهدين والمقاومين؟

أنا أعتقد أن الامر أصبح محدوداً، ونحن ندفع الوحدة الميدانية التي ستحاصر سلوك السلطة، ونحن ندفع أيضاً ونشجع طالما أن حركة فتح هي الفصيل المهم الذي تعتمد عليه السلطة، فنحن نشجع كتائب شهداء الأقصى في المقاومة ولها دور بارز وهام، وبالتالي يمكن أن نغلق الطريق على سلوك اعتقال أو ملاحقة المجاهدين.

الآن نريد أن نتحدث عن الايجابيات أو نتحدث عن أولويات الشعب الفلسطيني في مواجهة هذه الحكومة المتطرفة التي تريد الاستيلاء على كل شيء في الضفة الغربية، ولن تدع هذه الحكومة لمن راهنوا على التسوية إلا الوحدة في الميدان ومقاومة هذا الاحتلال.

وأنا أتوقع وأعمل كجزء من المقاومة الفلسطينية على أن ندفع باتجاه الوحدة الميدانية وأن نعمل على أن نكون موحدين في قتال الاحتلال على امتداد الضفة الغربية، ولذلك أنا لا أريد أن أعطي هذا الأمر أهمية، وأريد أن أركز على أسباب وعوامل الوحدة الميدانية واستمرار المقاومة، لأننا أمام تحدي كبير في العام القادم وأمام تحدي التطرف الصهيوني في مشاريع الاستيلاء على الأرض، وأمام هذا التحدي أنا لا أرغب في الحديث عن الخلافات السياسية وأريد أن أتحدث عن الوحدة في الميدان، وهذا ما يجب أن نركز عليه في خطابنا الوحدة الوطنية ووحدة المقاتلين في الميدان في مواجهة المشروع العدواني الكبير الذي يستهدف جميع الفلسطينيين، ويستهدف الذين يريدون سلاماً مع "إسرائيل" ويستهدف الذين عقدوا اتفاق "أوسلوا" مع "إسرائيل"، ويستهدف المقاومة الفلسطينية بشكل عام، ويستهدف الجهاد الاسلامي وحماس والجبهة الشعبية وكافة التنظيمات الفلسطينية.

لذلك أنا أتجرأ وأقول اليوم إن العدوان الإسرائيلي يفرض الوحدة على الشعب الفلسطيني، ولا خيار لنا ولا خيار أمامنا إلا الوحدة في الميدان لمواجهة هذا العدوان الذي يتقدم باتجاه مصادرة كل حقوقنا ويهدد حياه الشعب الفلسطيني بأكمله.

وأمام هذا التحدي أريد أن أتحدث عن الوحدة ليس عن الخلاف، فلندع الخلاف خلفنا ولنتقدم باتجاه الوحدة الفلسطينية وإن شاء الله سنجد الطريق الأسلم من أجل صياغة وحدة وطنية في الميدان نفرض على الكل البرنامج السياسي الوطني الذي نسعى لتحقيقه.

المذيعة:

هذا الموقف الذي نتمنى ونتوقع أن يكون مشتركاً بين كل الفصائل في الميدان كما ذكرت حضرتك، نتمنى أن ينسحب على جميع قادة الفصائل السياسية وأن نرى هذه الوحدة التي يحتاجها شعبنا لمواجهة الهجمة الصهيونية الشرسة مع وصول هذه الحكومة.

حضرتك تحدثت عن مشاغلة الاحتلال في الضفة الغربية وهذا الاستنزاف للجيش الاسرائيلي، ما يذكر بالوضع الذي كان في قطاع غزة بعد الانتفاضة الثانية، وانسحاب وتفكيك المستوطنات بسبب وجود المقاومة.

هل نأمل أن نرى هذا الشكل من تفكيك المنظومة الصهيونية إذا استمرت حالة المقاومة في الضفة الغربية؟

القائد أبو طارق:

نحن نعمل بكل جهد في هذا الاتجاه إن شاء الله، وكل قوى المقاومة تسعى لذلك، وغزة ليست بعيدة عن المشهد، وغزة جزء من عملية المقاومة المستمرة، وتحضيرات غزة واستعداداتها للمعركة وأن تكون حاضرة في الميدان هي ليست بعيدة.

لا أحد يفكر أن غزة ستكون بعيدة بالرغم كل ما قيل سابقاً عن خلافات حول موضوع دور غزة، نحن وضعنا قواعد اشتباك وحددنا معايير حول دور غزة ووجودها، وكانت رسالة المناورة بالأمس في قطاع غزة واضحة أننا لسنا بعيدين عن المشهد في الضفة الغربية وسنكون في الزمان والمكان المناسبين وفي الوقت المحدد عندما يكون هناك حاجة لأن تكون غزة مشتبكة مع العدو الصهيوني.

 وأقول لمقاتلينا ولمجاهدينا في الضفة الغربية بشكل عام والشعب الفلسطيني: غزة ليست بعيدة عن المشهد، وغزة جزء أساسي في مشهد المقاومة، وغزة ستكون جزء أساسي وجزء فاعل في المقاومة، غزة ليست مستبعدة على الرغم من كل ما قيل ويقال وعلى الرغم من كل الخلافات لكن نحن اليوم في تحدي حقيقي ونعمل على مدار الوقت من أجل وحدة الموقف الفلسطيني والوحدة في الميدان.

وأنا أقول لأهلنا في الضفة ولمقاتلينا في الضفة غزة ليست بعيدة عن المشهد الميداني والقتالي في الضفة الغربية وستكون غزة عند حسن ظنكم إن شاء الله وهي جزء من المقاومة وجزء من التحدي القائم الآن.

المذيعة:

كل الاحترام لهذا الموقف الذي أثبته أهلنا في غزة ومن اللاجئين عبر السنوات الماضية، غزة هي جبهتنا الغالية في حالة الاشتباك المفتوحة مع العدو الصهيوني والضفة ليست بعيدة عن غزة بوحدة المقاومة المتحققة ميدانياً.

حين تتحدث عن الاستعداد والجهوزية والمناورات المشتركة وعن الكتائب في الضفة، الأسبوع الماضي استشهد الشهيد أحمد ضراغمة وهو من كتيبة طوباس استشهد في جنين، نرى الجسد الفلسطيني المقاوم يتحد ويقوم في مواجهة العدو الإسرائيلي وفي نفس الوقت هناك تراجع كبير في الجيش الاسرائيلي بحسب قادة في الجيش وبحسب تقييمات اسرائيلية، هل هذا يعني أنه في اللحظة الحاسمة قد نشهد معركة كبرى قد تقرب نهاية "إسرائيل"؟

القائد أبو طارق:

حتى نكون أكثر موضوعية، نحن الآن نتحدث عن مواجهة في الميدان الفلسطيني وفي الجغرافيا الفلسطينية.

أنا لست مع هذا الخطاب الكبير في إزالة "إسرائيل"، نحن نعمل في الميدان، وكل يوم لدينا معطيات.

أنا لست مع الخطاب الكبير، أنا أتحدث عن وحدة المقاومة في الميدان وهذه ستؤسس لانهيار الكيان الصهيوني، أيضاً الحكومة الاسرائيلية القادمة والمجتمع الصهيوني نفسه سيكون من عوامل تفكك المشروع الصهيوني، لكننا لا نتحدث عن فترات زمنية محددة، نحن في صراع مفتوح يجب أن نتحدث عن المعطيات التي بين يدينا، لذلك أنا متفائل وأرى الانتصار لشعبنا إن شاء الله في الأفق، لكننا يجب أن نعمل في الميدان وأن نكون أكثر وحدة وأكثر عملياتية، وأكثر وحدة مع قوى المقاومة في المنطقة والاقليم, وهذا سيكون له دور كبير في المعارك القادمة.

دعونا نتحدث عن أشياء كثيرة يمكن أن نفعلها في مقابل هذا العدوان انهيار "إسرائيل" مرتبط أولاً بوحدتنا التي يجب أن نعمل عليها لا نتحدث عن انهيار العدو ونحن في هذا الوضع.

المشروع الصهيوني يواجه تحديات داخلية كيف نستفيد منها كحركات مقاومة.

مطلوب منا كمحور مقاومة أن نزيد حجم التعاون وحجم التنسيق والانفتاح، في مقابل حجم التفكك في المجتمع الصهيوني الذي هو أيضاً عامل أساسي في انتصارنا القادم إن شاء الله.

لذلك دعونا نتحدث عن الوحدة الفلسطينية وعن محور المقاومة وتفاعله مع الحالة الفلسطينية ودعمها وتأييدها واحتضانها أو في نفس الوقت تعزز وحدة المقاومة في الميدان، وبعد ذلك يمكن أن نتحدث عن هزيمة المشروع الصهيوني.

نحن الآن في ذروة المواجهة مع المشروع الصهيوني ولذلك المطلوب منا الوحدة وتعزيز قدرة المقاومة في الأرض المحتلة بكل ما نملك والامكانيات، وأيضاً تعزيز محور ليكون أكثر تواصلاً وأكثر ارتباطاً مع المقاومة في الأرض المحتلة، في حينها سوف نتحدث عن هزيمة "إسرائيل" أما الآن فالوقت مبكر للحديث عن هزيمة اسرائيل الكاملة.

في هذا الوقت دعونا نتحدث عن الميدان الفلسطيني وفاعليته وأثر ذلك على المجتمع الصهيوني وحالة التفكك التي تجتاح الآن المشروع الصهيوني، هناك الآن خطاب صهيوني متنافر، اليمين يريد السيطرة، ولذلك نحن الآن يجب أن ندرس كل الأوضاع وكل المعطيات التي أمامنا ونستفيد منها في معركتنا القادمة مع العدو الصهيوني .

المذيعة:

تحدثت عن الوحدة الميدانية وانعكاسها على المشروع الصهيوني، وتحدثت عن تمتين وتقوية محور المقاومة، هناك سؤال من أحد المتابعين عن دور محور المقاومة وتحديداً إيران في دعم تشكيل كتائب المقاومة في الضفة..

هل هناك دور لمحور المقاومة في تشكيل هذه الكتائب وتدريبها ومدها بالسلاح؟ أم هذا الشعب الفلسطيني يجد طريقة لينتفض بكل الوسائل ومنها السلاح؟ .

القائد أبو طارق:

أقول لمحور المقاومة وإيران وحزب الله وسوريا ودور مهم في دعم وتأييد وتعزيز المقاومة، لكن أيضاً لا يحب ألا تغيب عن بالنا أن هناك تعقيدات كبيرة تحصل في الميدان وفي وسائل الدعم، هناك وسائل دعم متعددة ومتنوعة لكن أيضاً يجب أن نلحظ أن أمام محور المقاومة تحديات كبيرة وموانع، ورغم ذلك التواصل مستمر والدعم قائم.

لكن دائماً العدو يستفيد من قصة أن إيران موجودة في جنين وأن إيران كذا ....

الشعب الفلسطيني هو الموجود في الميدان الفلسطيني وهو الذي يقاتل ويقاوم، الجمهورية الاسلامية ومحور المقاومة وحزب الله يساندون المقاتلين في فلسطين، ولكن من يقاتل هو الشعب الفلسطيني.

الخصوم والأعداء يحاولون إظهار أن معركتهم في الضفة الغربية هي مع إيران، ويريدون اعطاء انطباع للعالم أن إيران هي التي تقاتل في فلسطين.

ولذلك يجب أن نقول إن من يقاتل في فلسطين هو الشعب الفلسطيني وهم المقاتلون الفلسطينيين الذين يدافعون عن أنفسهم وعن حياتهم وعن بيوتهم وعن مقدساتهم في وجه عدوان العدو.

الجمهورية الاسلامية وحزب الله وسوريا وكل الدول التي تدعم هي تقدم مساهمتها الأساسية ودعمها وتأييدها في ظل الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني.

ولذلك قيمة ما يقدم من محور المقاومة هي قيمة عالية جداً على المستوى السياسي وعلى المستوى العلني، ولكن من يقاتل يجب ألا تغيب عن بال أحد وهم الفلسطينيون.

نحن نستفيد من خبرات اخواننا في ايران وحزب الله وسوريا ولكن من يقاتل هو الشعب الفلسطيني، لذلك لا أريد أن يتحول محور النقاش وأن يأخذنا العدو إلى مربع من يقاتل في فلسطين هو إيران وحزب الله، وبهذه الطريقة يستفيدوا منه في التحريض على الجمهورية الاسلامية.

ولذلك يجب أن نكون دقيقين في المصطلح والفهم وأن نضع الأمور في نصابها الطبيعي، وأن نفضح الاستيطان والاحتلال الذي يصادر الأرض ويقيم عليها مستوطنات والذي يدنس المسجد الأقصى.

المعركة مع الشعب الفلسطيني، والشعب الفلسطيني هو رأس الحربة في هذه المقاومة ونحن مستعدون أن نتلقى الدعم من كافة الدول العربية والاسلامية وليتقدم الجميع ليقدم الدعم للشعب الفلسطيني.

اليوم إيران تتصدر مشهد الدعم، إخواننا في حزب الله كذلك اليوم شعوب عربية كثيرة تقدم الدعم، لكن أنا في هذه المناسبة أقول وأطالب كل الدول العربية أن تقوم بالتزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني في الحماية السياسية وفي تقديم الدعم ونحن في الميدان نستطيع أن نقاتل.

وفي نفس الوقت أريد أن أقول يجب أن يكف الحصار عن الشعب الفلسطيني.

الشعب الفلسطيني لا يجد له حضن عربي دافئ يحتضن المقاومة في فلسطين للأسف، وهذا يؤثر على أداء المقاومة وعلى فاعليتها في الميدان، أقول لا تتركونا في حلبة المصارعة مع آلة العدوان ومع الآلة العسكرية الأمريكية، نحن نقاتل أمريكا في "إسرائيل".

أمريكا تدعم "إسرائيل" بكل إمكاناتها العسكرية والسياسية والأمنية والمعلوماتية"، أوروبا كلها تدعم في هذا الاتجاه، فلينهض مقابل ذلك جبهة عربية اسلامية تتبنى كبيرة تدعم المقاومة.

للأسف لا نرى في مشهد الدعم والتأييد إلا الجمهورية الاسلامية وحزب الله و سوريا، الذين يدعموننا على المستوى السياسي وعلى مستوى الامكانيات المالية إلخ .....

لذلك أقول لكل شعوب الأمة العربية والإسلامية عليكم تقديم دعماً مالياً حتى يستطيع الشعب الفلسطيني أن يستمر في المقاومة ويصمد ويستطيع تحقيق انجازات على الأرض .

المذيعة:

هناك تناقضات كبيرة في المجتمع الاسرائيلي وصعود اليمين وخلافات بين اليمين , كيف يمكن أن تستفيد المقاومة من هذه التناقضات داخل المجتمع الاسرائيلي ؟

القائد أبو طارق:

المشروع الصهيوني قام من أجل الاستيلاء على كل فلسطين، الخلافات الداخلية بينهم هي خلافات على برامج تحسين الحياة للمجتمع الإسرائيلي، وكل القوى السياسية في "إسرائيل" مجمعة على أن فلسطين دولة لليهود، لذلك نحن لا يجب أن تعلق آمال كبيرة على خطاب بعض الشرائح اليسارية أو العلمانية حول هذه الخلافات.

المجتمع الصهيوني كله مجمع على أن الضفة هي أرض لإسرائيل وأن فلسطين كلها أرض "إسرائيل"، وأن المسجد الأقصى يجب أن يمحى ويقام بدلاً منه أماكن عبادة لليهود فلا يجب أن تأخذنا هذه الخلافات.

اليوم بحكم أن الحكومة الجديدة أكثر تطرفاً فهي تكشف عن الوجه الحقيقي لإسرائيل بأنه لا مشروع سلام مع الفلسطينيين لا دولة فلسطين.

وهناك اجماع داخل الحكومة على توسيع الاستيطان، وهذا سيؤكد للشعب الفلسطيني ألا يوجد قوى إسرائيلية يمكن التعامل معها كما حاول أن يفعل ذلك المرحوم ياسر عرفات.

الوقائع أثبتت أن ذلك كان مجرد ديكور لتسويق المشروع الصهيوني حتى يصل لهذه النقطة وهذه المرحلة.

نحن الآن أمام تحدي يتمثل في أن الحكومة الجديدة تريد أن تستكمل الاستيلاء على الضفة الغربية.

سابقاً كان هناك حكومات أقل تطرفاً لكن هذه الحكومات هي التي نشرت مشروع الاستيطان في الضفة وسيطرت على غور الأردن، والحكومة اليمينية الجديدة تريد أن تستكمل مشروع السيطرة على ما تبقى من أرض فلسطين ومحاصرة الفلسطينيين.

نحن الأن أمام "إسرائيل" الحقيقية، وأمام الوجه القبيح للمشروع الصهيوني بعد أن كانت "إسرائيل" تحاول أن تسوق نفسها بأنها دولة تريد السلام، وهنا أستدرك وأقول إنه منذ العام 67 و "إسرائيل" تحتل ما تبقى من فلسطين واحتلت مناطق عربية وهي تزعم أنها تريد سلام مع الدول العربية.

وعندما تقدم العرب بمبادرة السلام العربية ردت عليهم "إسرائيل" بأن هذه المبادرة لا تساوي الحبر الذي كتبت به واستأنف الاستيطان وواصلت السيطرة والقتل والتدمير.

إذاً الذين يتحدثون عن مشروع سلام، هذا التحدي أصبح واضحاً أمامنا أكثر من أي وقت مضى، ولذلك لا تتحدثوا عن تناقضات في المجتمع الصهيوني وهم جميعاً يريدون السيطرة على الضفة الغربية التي يسمونها " يهودا و السامرة " والقدس اسمها " أورشليم " في العقل الصهيوني، لذلك لا يوجد مشروع سلام، فالمشروع الصهيوني قام على أن يلتهم كل فلسطين, وتخلصوا من غزة على اعتبار أن غزة منطقة جغرافية صغيرة ومحصورة مساحتها 360كم2 لكنها 2 مليون فلسطيني, هي كتلة سكانية تخلصوا منها وانسحبوا منها, ولكن مازالوا أيضاً يحاصرونها ويدمرونها ويقتلونها هذا هو المشروع الصهيوني.

ولذلك يجب أن نفهم الأمور على حقيقتها وكفلسطين وعرب سنواجه هذا الاستحقاق، وأنا آمل اليوم أكثر من أي وقت مضى أن يكون هناك انفتاح عربي أكبر على المقاومة الفلسطينية حتى تستطيع أن تصمد وحتى يستطيع الشعب الفلسطيني أن يصمد في مواجهة المشروع الصهيوني.

العدو الصهيوني قام بعملية التفاف كبرى على الشعب الفلسطيني من خلال الاتفاقات مع الدول العربية سواء مع دول الخليج أو مع الأردن أو مع مصر، والهدف من ذلك كان محاصرة الشعب الفلسطيني، هذا الاتفاق هو مشروع حصار للشعب الفلسطيني فنحن محاصرون في كل مكان، حاصرونا في الجو والبحر والبر، وحاصرونا بالسلام وحاصرونا بالحرب وحاصرونا بالقتل والتدمير، لذلك التحدي أمامنا كبير يتمثل في محاولة شطبنا.

الشعب الفلسطيني في الميدان يدرك هذه المعادلة ويواجه هذا التحدي في الميدان في الضفة الغربية وفي قطاع غزة وفي مخيمات الشتات، وسيكون الشعب الفلسطيني على قدر التحدي وسيستمر بالمقاومة حتى تحقيق الحلم بالعودة وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل أرض فلسطين إن شاء الله.

المذيعة:

إحدى المتابعات تسألك أن اسمك ورد في مذكرات الشهيد سمير القنطار التي كتبها بعد خروجه من الأسر، كيف كانت حياه زياد النخالة كأسير؟

القائد أبو طارق:

في الفترة التي كان فيها الشهيد سمير القنطار في المعتقل قضينا مدة في سجن عسقلان، وعملنا سوياً وشاركنا في نشاطات المعتقلات سوياً، هذا تاريخ طويل ومشترك لكل المناضلين والمقاتلين في فلسطين.

السجون هي مدرسة متكاملة بالتفاهم وصياغة العلاقات السياسية والانسانية والثقافية، لذلك هذا التاريخ الطويل هو في مذكرات كل الشهداء وكل الأسرى.

تجربة الاعتقال هي تجربة غنية وكبيرة ولها تأثير كبير على حياة الشعب وحالة الانسجام التي يجب أن تعم وتشمل الجميع.

سمير القنطار نموذج للأخلاق، وأيضاً ما أسسه بعد خروجه واستمراره على طريق المقاومة، يؤكد على دور المعتقلين في المقاومة.

القائد الكبير سمير القنطار له دور كبير، استشهاده له أثر كبير وتأكيد على أن الجهاد سيستمر، سمير بصفقة لبنانية كان فلسطينياً مقاوماً، وهذا يؤكد على ضرورة وحدة كل الشعوب العربية في مقاومة هذا العدوان الذي لا يستهدف فقط فلسطين بل يسعى لفرض الهيمنة على العالم العربي كله, واليوم المعاناة اللبنانية الجانب الصهيوني له دور كبير فيها في هذه المعاناة السياسية والاقتصادية وحالة الحرب المفروضة على لبنان على كافة المستويات الاعلامية والسياسية والتحالف مع أمريكا, كل ذلك من أجل حماية المشروع الصهيوني, و إضعاف لبنان وسوريا من أجل حماية المشروع الصهيوني, ويضعفون كذلك كل الاطار العربي .

الحرب في المنطقة ليست معزولة عن حماية الكيان الصهيوني، كل من يرفع رأسه في الدول العربية يواجه أمريكا والغرب، وما يحدث مع إيران هو أنها تدعم الشعب الفلسطيني على كافة المستويات ولذلك الحصار والعداء لإيران قائم، ولأن لبنان وحزب الله مع الشعب الفلسطيني أيضاً يحاصر الشعب اللبناني، وسوريا كذلك.

حتى مصر التي لديها اتفاق سلام مع "إسرائيل" أيضاً تعاني من ظروف وشروط اقتصادية وسياسية أمريكية.

لذلك التحدي الكبير أمامنا أن تدرك أن كل ما يجري في المنطقة من تحديات وضغوط اقتصادية وسياسية وأمنية وعسكرية هو بسبب حماية العدو الصهيوني وبهدف محاصرة المنطقة.

معركتنا هي مع العدو الصهيوني وهي أيضاً مع المشروع الأمريكي الذي يريد أن يهيمن على العالم.

وما يجري في العالم اليوم من حرب بين روسيا وأوكرانيا، والتدخل الأمريكي الأوروبي، هذه معارك كلها تخوضها أمريكا من أجل السيطرة والهيمنة والحفاظ على مصالحها ومصالح العدو الاسرائيلي بالدرجة الأساسية.

المذيعة:

معنا في هذه المساحة الأستاذ غسان بن جدو مدير قناة الميادين الذي سيشارك معنا بمداخلة تفضل أستاذ غسان ...

الأستاذ غسان:

مساء الخير، هذه الحلقة مخصصة للأستاذ زياد النخالة هذا القيادي الفلسطيني الكبير، وأنا أحببت المشاركة بكلمة موجزة، أشارك اليوم لأقدم شهادة حق في هذا المناضل الوطني الفلسطيني الكبير، الأستاذ زياد النخالة، بالقدر المتاح لي من المعرفة الشخصية بشخصه العزيز.

نحن سعداء جدا هذه الليلة بمشاركتك في هذه المنصة، هذه المشاركة أخ أبو طارق تلخص جانباً من شخصيتك القيادية والإنسانية، شخصية نشطة ومثابرة ومتواضعة.

زياد النخالة ذكي، صاعد، متصاعد في قيادة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وهو متصاعد في إدراك حقيقة النبض الإعلامي ودوره.

على مستوى شخصي ينبغي أن نقول إن زياد النخالة عنيد للحق، مبدأي لا يساوم. أنا أعرف أنه رجل شجاع، جريء وصريح.

روى لي بعض القيادات الفلسطينية، وحتى غير الفلسطينية، كيف يتعاطى زياد النخالة مع محدثيه ومفاوضيه، كيف يتحدث دائماً بكل أنفة، بكل عزة، بكل قوة، وربما حتى يجوز لي القول: بكل اقتحامية إذا صح التعبير، هذا داخل اجتماعاته مع حلفائه في المقاومة، ومع حلفائه عموماً.

ويعرف أستاذ زياد النخالة أنني حضرت جلسات خاصة ومغلقة، طبعا والأمانة تقتضي أن لا نتحدث عن هذه المسألة، ولكنني أريد أن أشهد أن هذا الرجل هو فعلا يقول الحق، شجاع وجريء، وصريح، وهو ذو بصيرة نافذة.

استميح أستاذ زياد النخالة في القول مثلاً، وربما هو لا يحب أن أقوله، أنه مثلاً المخابرات العامة المصرية، وهي كما تعلمون الجهة المصرية الراعية للفصائل الفلسطينية، لم تعرف قياديا فلسطينيا تعامل معه بصراحة وجرأة وشفافية وعناد وقوة، وربما حتى تجرأ عليها كما هو مع زياد النخالة ، طبعا عندما تتحدث عن تجرأ فهو بالمعنى الإيجابي وليس بالمعنى السلبي لا سمح الله، الأمثلة على هذا عديدة، طبعا بكل احترام هنا لهذا الجهاز الذي يتعاطى بكثير المتابعة والاهتمام التواصل مع الفصائل وحتى مع القضية، وهي طبقاً للضوابط المصرية المعروفة وهذا الأستاذ زياد النخالة يعرفه.

زياد النخالة الذي يتعفف الآن عن الحديث عن شخصه الإنساني والسلوكي، هو والد طيب، أخ حبيب مع إخوانه ومرافقيه ومعاونيه، مع أنه بالمناسبة يظهر أحياناً صرامة غير قليلة، ولن نطيل في هذا، ولكنني أشهد أن زياد النخالة في كل جلسة إنسانية تشرفت أن أكون فيها معه، سواء بشكل شخصي أو بشكل موسع هنا أو في غير هنا، هذا الرجل كان دائما لا تشعر أبدا أنك أمام قيادي مقاوم كبير، ومعرض للخطر في كل لحظة، ودائما يتحدث معك بكل هدوء ومحبة وتواضع شديد، وفطرية، الفطرية الفلسطينية المعروفة.

أود أن أشهد أيضا أن زياد النخالة، وهذه كلمة أقولها للتاريخ ومن دون تفاصيل، زياد النخالة لعب دوراً كبيرا بل محورياً وربما يجوز لي أن أقول تاريخيا في عشرية النار والحرب على سوريا، هذه أمور غير معروفة كثيراً، بدون تفاصيل هنا، لكن على الفلسطينيين وعلى السوريين، وعلى المقاومة وعلى كل أممي حريص أن يعرف أن زياد النخالة ساهم بشكل كبير جداً ومباشراً في حفظ المقاومة الفلسطينية وحركة الجهاد الإسلامي، ونأى بنفسه عن أي اصطفاف ضد دمشق، ضد شعبها، ضد دولتها ، ضد جيشها وضد قيادتها بشكل صريح،

عموما الآن أصبح واضحاً أن حركة الجهاد الإسلامي سجلت بنقاء استراتيجي، ووفاء مبدئي، اسمها في عشرية النار.

 انه زياد النخالة أيها الأعزاء شخص كما قلت متواضع، ولكنه في الوقت نفسه شجاع في إعلان الاعتذار أو الخطأ، لم يجد حرجاً بالمناسبة في القول بعد معركة وحدة الساحات أخيراً، إنه أخطأ في الاستجابة لضغوط داخلية وخارجية لقبول وقف النار،  ربما أنه اعتبر مثلاً أن الاستمرار  بعض الوقت مثلا في المعركة قد يكسب فلسطين ، قد يكسب غزة ، قد يكسب المقاومة .. قد يكسب الشعب الفلسطيني .. قد يكسب حركة الجهاد الإسلامي مزيداً من المكاسب الحقيقية والفعلية.

عموما زياد النخالة اتخذ قرار مواجهة العدوان على الشاشة وعلى الهواء مباشرة، وربما أقول لكم سراً هنا، وأوجز طبعاً، بالإذن من الأستاذ زياد النخالة، حين قام الاحتلال في ذلك اليوم بعدوانه الغادر واغتال الشهيد الجعبري ، كان الأستاذ زياد النخالة معنا في القناة عبر الأقمار الصناعية، خارج الهواء، كما نحضر معه للقاء، وأنا كنت في أستوديو الميادين وقتذاك، وكنت أشاهده وهو لا يعرف أنني كنت موجوداً في تلك اللحظات، صادف أنه سمع بالخبر المفجع  على الهواء، وما كان محضر نفسه، أنا بصراحة في ذلك الوقت طلبت فوراً من الزملاء الاتصال بالأخ زياد النخالة بكل محبة وتفهم أنه بإمكانه إلغاء المقابلة أو تأجيلها على الأقل، ريثما يتدبر أمره في إعلان أي موقف، وهذا أمر طبيعي بالمناسبة، يعني هو رجل سمع الخبر وهو معنا تحت الهواء، وكان يفترض أن يأخذ وقتاً يتريث ربما يتشاور حتى يعلن الموقف، لكن الأستاذ زياد النخالة قائد حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد العام لسرايا القدس رفض، لم يتردد بل كان بصراحة رائعاً، كقائد مقاوم في توجيه المقاومة وسرايا القدس  مباشرة على الهواء إلى قواته أنه ردوا العدوان بقوة وطبقا للخطط المرسومة، ربما هنا يذكرنا كما يذكركم جميعاً بالمناسبة، أن هذا الإعلان يشبه ما قام به السيد حسن نصر الله، إذا كنتم تذكرون في حرب تموز ، عندما أعلن يعني قراراً أو أمراً عسكرياً مباشراً لقواته في حرب تموز وتحديداً بضرب السفينة الإسرائيلية "ساعر".

الأستاذ زياد أضيف ولن أطيل كثيراً، حليف صادق، وزياد النخالة لم يكن وليس أبدا تابعاً متملقاً، طبعاً هو محترم، مهذب، مؤدب، ولكنه جريء في الموقف وصادق فيما يقول، والكل من حلفائه يعرفون هذا الأمر.

أساساً بالمناسبة حلفاؤه في المنطقة لا سيما في طهران وفي حزب الله اللذين تحدث عنهما قبل قليل يذكرانه، ليس فقط يذكرانه، يحبانه بصدق ويثقان به ويعتبرانه بحق قائداً مقاوماً فلسطينيا جدياً وحقيقياً.

وهذا هو يعرفه ربما ولكن مهم أن يسمعه الناس من شخص صديق وحليف. أستاذ زياد أنا أطلعت عليكم عفواً، فقد وددت أن أقدم شهادة للتاريخ.

شكرا لك لمشاركتك، تحية لشخصك العزيز، لقيادتك المتميزة، ولفصيلك الفلسطيني المقاوم الكبير، فقط اسمح لي أستاذ زياد من خلالك أن أتوجه باسمي وباسم الميادين عموما تحية محبة للأسرى عموما، والابطال أبطال نفق طريق القدس ما يعرف ينفق الحرية.

أنا اعتذر بصدق على الاطالة، معذرة، ولكنني أحببت المشاركة للمرة الأولى وربما المرة الأخيرة، لأقول شهادة حق في هذا الرجل العزيز الحبيب القائد الكبير الذي سنعرفه أكثر في اللاحق من الأيام والسنوات، أمد الله في عمره بإذن الله أعتذر عن الإطالة.

المذيعة: شكراً أستاذ غسان.

أبو طارق هناك من يسأل عن علاقتك بالسيد حسن نصر الله وبالشهيد قاسم سليماني

القائد أبو طارق:

أولاً أود شكر الأخ العزيز الأستاذ غسان على هذه المداخلة الكبيرة، وأنا أتمنى أن أكون عند حسن ظن إخواننا جميعا وأصدقائنا وأحبائنا..

علاقتي مع سماحة السيد حسن نصر الله علاقة طويلة وقديمة، وأنا أحبه كثيراً، ترافقنا خلال الـسنة الماضية، فأنا أعرفه منذ 30 عاماً على الاقل ، منذ أن تسلم الأمانة العامة لحزب الله ، ومنذ ذلك اليوم وقبل ذلك وحتى اللحظة لم أعرف إلا الرجل الصلب الشجاع المؤمن الذي له الدور الأهم في إدارة ملف المقاومة، وأيضاً تأييده للمقاومة الفلسطينية بشكل عام وللجهاد الإسلامي بشكل خاص، فنحن نلتقي دوماً ونتبادل الآراء ونجد المودة والمحبة للمقاومة الفلسطينية.

عند هذه النقطة قامت شركة تويتر بإغلاق المنصة وقطعت البث