قال الدكتور محمد الهندي، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي إن الحديث عن اتفاق سياسي مع إسرائيل بوساطة مصرية غير دقيق، مؤكدا أن ثمن التهدئة السياسية في غزة كبير، ومشيرا إلى أن ما يجري الآن هو تطبيق لمخطط تصفية كاملة للقضية الفلسطينية.
جاءت تصريحات د.الهندي في مقابلة مع فضائية فلسطين اليوم تطرق فيها إلى آخر تطورات الوضع الفلسطيني.
وأضاف د.الهندي:لا يوجد أي حديث عن اتفاق سياسي مع الاحتلال بوساطة مصرية، ما يجري هو مباحثات حول هدوء ميداني مقابل تخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة،و إسرائيل ترفض تهدئة مع حماس لوحدها".
وتابع بالقول: هناك ضخ وتهويل إعلامي مقصود حول تهدئة وأثمان سياسية، وفي الحقيقة لا يوجد شيء من ذلك، كل ما هناك أن العالم وإسرائيل تحركوا من أجل وقف مسيرات العودة، والطائرات الورقية"، موضحا أن الإجراءات التي اتخذتها السلطة ضد غزة سابقة لحوارات التهدئة الراهنة.
وتحدث الهندي عن ضوء أخضر أمريكي إسرائيلي للمصالحة هدفه إخضاع غزة بطرق مختلفة وقتل روح المقاومة، لأن غزة هي البؤرة الوحيدة التي تقول (لا) لإسرائيل.
وزاد بالقول: ما يجري الآن هو تطبيق لمخطط تصفية كاملة للقضية الفلسطينية، والجهة الوحيدة المؤهلة لإفشال المخطط هو الشعب الفلسطيني، فغزة هي البؤرة الوحيدة التي تقول لا للمخطط الأمريكي وتدفع وحدها الآن تكلفة المواجهة مع المشروع الصهيوني".
وشدد عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي على أن الرهان على الولايات المتحدة أثبتت التجربة الطويلة معه انه خاسر، مشيرا إلى أن السلطة في بحثها عن بدائل للوسيط الأمريكي تدور في نفس الحلقة المغلقة التي وضعت نفسها فيها منذ ربع قرن".
وقال: علينا وضع تقييم كامل للمرحلة، والرهان على الشعب الفلسطيني وليس على الموقف الامريكي، لا يوجد أمل أن تكون هناك مساعدة من الخارج، وعلى الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة ان يعتمد على نفسه في الدفاع عن قضيته وحقوقه".
وعن مسيرات العودة تحدث د.الهندي بالقول: مسيرات العودة أعادت القضية الفلسطينية إلى المربع الأول، لأن عنوانها الرئيسي "حق العودة".. أرادوا للناس في غزة أن ينفجروا في وجه حماس، وجاءت مسيرات العودة لتنفجر في وجه إسرائيل".
وتابع بالقول: صمود ومقاومة غزة ملهمة لكل الفلسطينيين، ويعطي الأمل لكل الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم، فعلينا أن نحافظ عليه باعتباره نقطة الانطلاق".
واستنكر د. الهندي إصرار رئيس السلطة محمود عباس وصف المقاومة في غزة بالمليشيات، مضيفا: قبل أن تقول عن فصائل المقاومة ميليشيات في غزة عليك أن تحمي الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، فالذي يفشل في حماية أهلنا بالضفة ويقدس التنسيق الأمني لا يؤتمن على المقاومة في غزة".
وقال: دائما كان هناك تفاهم حول سلاح المقاومة حتى في ظل السلطة، ومفهوم السلاح الموحد هو سلاح السلطة، ولا يمكن القبول بوصف فصائل المقاومة بأنها ميليشات مسلحة".
وأردف الهندي بالقول: لا نريد للكل الفلسطيني أن ينتمي لمشروع المقاومة، ولكننا لا نريد التضحية بالمقاومة من أجل مسائل هامشية أو إعادة تدوير الوهم".
وأثنى الهندي على الضفة الغربية التي طالما أفاضت على الشعب الفلسطيني بالمجاهدين والشهداء الذين دوخوا "اسرائيل"، وكان لهم الباع الطويل حتى في تحرير غزة.
وأوضح أن فلسطيني الداخل المحتل بكل طوائفهم، سيكونون جزء في المستقبل من قلب موازين القوى، وحسم الصراع لصالح تحرير فلسطين من المشروع الصهيوني.
ودعا د. الهندي السلطة الفلسطينية إلى وقف التنسيق الأمني كخطوة على طريق مواجهة صفقة القرن، وإلى الاتفاق على برنامج الحد الأدنى، أو على مرجعية عليا للشعب الفلسطيني في ظل الاختلاف القائم، متسائلا: كيف يمكن أن نفشل صفقة القرن بعقاب أهل غزة، وعقاب أبناء حركة فتح في قوتهم ورزقهم ومنع المرضى من التحويلات؟.
وحول قرارت ومواقف الرئيس الأمريكي المتعلقة بالقدس والعودة واللاجئين، أضاف د. الهندي: لم نتفاجأ بمواقف ترامب"، معتبرا الصمت العربي تجاه القدس تواطؤا، ولا مبالاة أمام الترتيبات الإسرائيلية الأمريكية.
وقال: النظام الرسمي العربي مستعد الآن للسلام الكامل مع إسرائيل دون حل القضية الفلسطينية".