تحت رعاية الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الأخ المجاهد زياد النخالة، نظمت اللجنة الدعوية العامة للحركة، وجمعية اقرأ الخيرية، احتفالا كبيرا حمل عنوان (بالقرآن ننتصر)، لتكريم الفائزين بمسابقة القدس القرآنية الأولى لحفظ القرآن الكريم كاملاً والحاصلين على السند المتصل، وخريجي ملتقى الأصوات الندية، وذلك على شرف ذكرى الانطلاقة الجهادية واستشهاد الدكتور فتحي الشقاقي.
وحضر الاحتفال الذي نُظم في مسجد أرض الرباط جنوب مدينة غزة، اليوم الثلاثاء، أعضاء من المكتب السياسي للجهاد الإسلامي، ولفيف من قيادات وكواد الحركة، ومسئولون من اللجان الدعوية في كافة محافظات القطاع، إلى جانب حشد كبير من مناصري الجهاد ودائرة العمل النسائي والأهالي.
وقال عضو المكتب السياسي للجهاد، الشيخ نافذ عزام، خلال الاحتفال، إن العلاقة مع القرآن كانت محور التاريخ على مدار القرون.
وأضاف: علاقة الأمة مع الكتاب كانت تؤشر لحالها صعودا وهبوطا، وأزمة الأزمات التي نعيشها اليوم هي تشوش العلاقة مع القرآن".
وأوضح أن الاحتفال اليوم يأتي تكريما لثلة اقتربت من من القرآن، في ذكرى استشهاد مؤسس الحركة الدكتور فتحي الشقاقي، مبينا أن سيرة الشقاقي تحتاج منا جميعا إلى مزيد من الفهم لتعليمها للأجيال القادمة.
وتابع الشيخ عزام بالقول: محللون وخبراء ومفكرون من خارج الجهاد الإسلامي، شهدوا بأن الشقاقي أسهم إسهاما كبيرا في نقل الصراع على هذه الأرض المباركة نقلة كبيرة، وكان له دور كبير في تقريب الإسلام للناس وتقريب الناس للإسلام من خلال فكره وجهاده".
ودعا العلماء لأن يجعلوا الناس أكثر ثقة في دينهم، مبينا أن الشهيد الشقاقي نجح في تحقيق هذا الهدف.
وقال عزام: كان القرآن موجها لفتحي الشقاقي في كل أحواله، وكان وقافا عند كتاب الله، ونظن أن الاجيال التي لم تر فتحي الشقاقي تضمر له ودا واحتراما وتقديرا يليق بما قام به".
واستطرد بالقول: نؤمن إيمانا جازما بأن الشقاقي سجل حضوره في تاريخ الأمة كواحد من عظمائها، فهو الذي قدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، ولم يكن يتعامل بمنطق حزبي، وكان يبتعد عن العصبية الفصائلية، ويسعى لنصرة الحق رغم الحسابات الحزبية التي طغت على الساحة الفلسطينية".
وأشار عضو المكتب السياسي للجهاد إلى أن الشقاقي جاهد لزرع ثقافة الاختلاف التي تبقي الود قائما بين الفرقاء.
وبيّن أن الشقاقي بدأ مشروعه دون الاعتماد على أي جهة في الأرض، وكان يؤمن بأن مشروع الجهاد الإسلامي سينتشر في كل فلسطين، وكان يتحدث عن تحرير فلسطين، ورسخ شعار قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة".
وتابع عزام بالقول: كان الشهيد الشقاقي يؤمن بأن الصخر سيتفتت، وبأن أجيالا ستأتي وتهرع نحو هذا المشروع لتحمل فلسطين كهم وكواجب يومي".
وشدد على أن الوفاء الحقيقي للشقاقي هو بأن نعتز بالإسلام أكثر وأن نحمل هم فلسطين في قلوبنا أكثر.
وأكد عزام أن الشقاقي وقف بقوة في مواجهة أعتى القوى وفي مواجهة أوسلو، دون خشية من أحد.
وقال: هناك رجال في الجهاد وخارجها يزدادون ثقة بأن الله سينصرنا وبأن القدس ستظل القدس ولن تصير أورشليم".
وبحسب الشيخ عزام، فإنه "لا مشكلة أن تتعدد الرؤى والاجتهادات، ولكن المشكلة أن يتحول الخلاف إلى خصومة وتناحر" مبينا أن هناك نقاطا يمكن أن يلتقي حولها الفرقاء رغم اختلاف برامجهم، لكن عندما يهيمن منطق الحزب والفصيل فإن هذه السعة تضيق، وهذه الرحابة تتحول إلى كهف مظلم.
وزاد يقول: نحن بحاجة إلى تأمل سيرة هؤلاء العظماء حتى تخرج الأمة من محنتها ويعود الوئام إلى حياتنا".
وفي معرض حديثه عن الوضع السياسي، تطرق الشيخ عزام للانتخابات الفلسطينية المتوقع إجراؤها في الضفة وغزة، حيث أوضح أن الانتخابات يمكن أن تحل كثيرا من المشاكل في بعض الدول، ولكن ليس الأمر كذلك في الحالة الفلسطينية.
وأضاف: جربنا الانتخابات في حالنا، ولكن لم يتحقق ما نريد، هناك ما هو أولى، أن نجلس كفلسطينيين للاتفاق على المشروع الوطني وكيفية إدارة الصراع، لأن نتائج الانتخابات في السابق لم تحسم هذه الملفات"، معربا عن خشيته في أن تكرس الانتخابات الجديدة نفس الحال الذي لا يزال يتجرع الفلسطينيون مرارته.
وزاد عضو المكتب السياسي بالقول: حاولنا في الجهاد تقريب المواقف بين كل الأطراف..نحن لا نخوّن من يذهب للانتخابات، لكننا نؤكد موقفنا الراسخ بأن انتخابات رئاسية وتشريعية في هذا الوقت لن تحقق النتائج التي نريدها". مؤكدا أن الانتخابات تأتي كاستحقاق لاتفاق أوسلو المشؤوم الذي يعاني الفلسطينيون مرارته حتى اليوم.
وشدد على ضرورة إعادة الاعتبار للمشروع الوطني الذي ضحى من أجله شعبنا وسقط في سبيله عشرات الآلاف من الجرحى والشهداء، إلى جانب آلاف الأسرى.
وخلال الاحتفال، تحدث الشيخ رامز الحلبي عن اللجنة الدعوية للجهاد، حيث أثنى على حافظي كتاب الله، وأكد على أهمية القرآن في حياة الناس.
وتخلل الاحتفال فقرة إنشادية، واختتم بتكريم الأوائل في مسابقة القدس القرآنية الأولى لحفظ القرآن الكريم كاملاً والحاصلين على السند المتصل، وخريجي ملتقى الأصوات الندية، بينما أعلن الأمين العام الأستاذ زياد النخالة عن منحة نقدية لكل فائز قيمتها 100 دولار.