لقاء موسع مع الأمين العام على قناة الغد بتاريخ 12/12/2018

08:13 م الثلاثاء 10 ديسمبر 2019 بتوقيت القدس المحتلة

لقاء موسع مع الأمين العام على قناة الغد بتاريخ 12/12/2018

أجرت قناة الغد لقاء موسعا مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الأخ المجاهد زياد النخالة بتاريخ 12 ديسمبر 2018، للحديث عن الوضع الفلسطيني الداخلي والمستجدات السياسية على المستوى المحلي والإقليمي.

وفيما يلي نص اللثقاء:

لقاؤنا اليوم مع زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وذلك في أول لقاء إعلامي منذ تسلمه أمانة حركة الجهاد الإسلامي ...

المذيع: نستغل هذا اللقاء الأول مع الإعلام بعد أن تسلمت أمانة حركة الجهاد الإسلامي فيما يهم الشارع الفلسطيني والانقسام الفلسطيني ما بين مكونات المعادلة السياسية الفلسطينية ...

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

-السيد زياد النخالة: نحن في هذه المقابلة حين ندخل في ملف الانقسام الفلسطيني واجواء المصالحة الفلسطينية ندخل في تعقيدات كبيرة.. لكن انا اليوم سأتحدث عن مقاربة مختلفة حول مسألة المصالحة ونتحدث بالتفصيل أكثر، لأنه لدي قناعة واضحة اننا وصلنا لانسداد كبير في ملف المصالحة ونعتقد أن هذا فشل ولن نحقق أي إنجاز آخر بعد عشر سنوات من الجهود التي بذلت من كافة القوى والأطراف الفلسطينية والإقليمية.. أنا اعتقد اننا وصلنا لحالة انسداد كبير في المصالحة.

 

*المذيع: يعني بعد عشر سنوات من محاولات التصالح والمفاوضات وصل الوضع الفلسطيني إلي طريق مسدود وفشل في إحداث المصالحة؟.

-السيد زياد النخالة: نعم انا اعتقد ذلك ولذلك سوف اذهب الى مقاربة جديد ة في الملف وانطلق من فكرة أن السلطة الفلسطينية وحركة فتح يجب أن تتوقف في هذه اللحظة وتعيد تقييم موقفها ووضعها داخل الشأن الفلسطيني.

 

*المذيع: قبل أن ندخل في عدد التقييمات ماهي الحيثيات التي كانت السبب في الخلاف بين الطرفين؟

-السيد زياد النخالة: في الحقيقة أن المشهد الموجود فلسطينيا، عندنا الضفة الغربية وعندنا قطاع غزة، الضفة الغربية تخضع وفقا لاتفاقية أوسلو لإجراءات إسرائيلية على مدار الوقت ونحن هنا نرى أن السلطة الفلسطينية لم تستطع وفشلت هي وإسرائيل في خلق صيرورة لعملية السلام المفترضة منذ اتفاق أوسلو حيث كان هناك اتفاق وهذا الاتفاق اعتقد انه قُتل منذ البداية .. لذلك استمرت السلطة في اتفاق ملزمة نفسها بالتسوية والسلام مع إسرائيل وقادت المشروع الوطني باتجاه آخر خالف إرادة الشعب الفلسطيني.. هذا الاستمرار بعد هذه السنوات الطويلة اثبت لنا أن السلطة الفلسطينية بوضعها الحالي لها صلاحيات محددة تقريبا ٤٠ الي ٥٠ ك متر مربع في الضفة الغربية وباقي مساحة الضفة تحت سيطرة الإحتلال ويمارس الإحتلال كل أنواع القمع والاضطهاد والتدمير والاعتقالات داخل الضفة الغربية بالتالي نحن أيضا وصلنا في مشروع التسوية مع المشروع الصهيوني الي حالة انسداد اخر، في هذه الحالة عندنا الضفة الغربية مسيطر عليها إسرائيليا قطاع غزة محاصر من قبل إسرائيل .

 حصل هناك خلاف فلسطيني فلسطيني وأصل هذا الخلاف سياسي ورافقه تعقيدات وبذلت جهود كبيرة من أجل إنهاء الانقسام لكن رغم كل الجهود وصلنا لحالة انسداد كبير في المصالحة وكل يوم تتصاعد الشروط من قبل السلطة الفلسطينية باتجاه فرض شروط جديدة على قطاع غزة، استمرت العقوبات ومواقف سياسية أخرى واعتبر قطاع غزة خارج عن الشرعية الفلسطينية الخ

الآن إذا أردنا أن نناقش الشرعية الفلسطينية فهي تحت الإحتلال بكل ما تعني الكلمة ... اذا كانت قيادة السلطة وقيادة فتح تتحرك في الضفة الغربية بتصريح إسرائيلي وتريد هذه القيادة أن تسيطر على قطاع غزة بمعنى القوة الإسرائيلية، لأن تنقلاتهم وسياساتهم ورؤيتهم هي مع المشروع الصهيوني المعادي للشعب الفلسطيني.

 

*المذيع : لولا الانقسام الذي وقع لكان الوضع الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة افضل حالا؟

 -السيد النخالة: لا .. اختلف مع هذه الرؤية انا اقول احنا نناقش هذه المسألة بمعزل عن الإحتلال الإسرائيلي..الإسرائيلي حاضر في كل تفاصيل حياة الفلسطينيين ومسيطر على حياتهم لذلك لا نستطيع أن نتحدث عن انقسام بمعزل عن الوجود الإسرائيلي الذي يؤثر على الحياة السياسية و الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية في حياة الفلسطينيين، اذا هي العامل الاساسي والمؤثر في السياسات القائمة فلسطينيا، فلا نستطيع أن نقول فقط الانقسام هو الذي شجع و ترك التغول الإسرائيلي.

يجب أن نفهم مسألة هل نحن كنا على صواب عندما شرعنا في الاتفاق مع إسرائيل في اتفاق أوسلو .. انا اقول نحن فشلنا، نحن فشلنا في مناقشة الوجود الإسرائيلي بمعنى أن العرب تاريخيا والفلسطينيين كنا نرفض وجود دولة إسرائيل وفشلنا في الإجابة على ذلك .. ذهبنا لاحقا في موضوع السلوك الإسرائيلي.. عندما نناقش السلوك الإسرائيلي ذهبنا للاتفاق السلام اوسلوا وواجهنا السلوك الإسرائيلي المستمر، حيث أثبتت إسرائيل أنها لا تريد السلام وأنها افشلت اتفاق أوسلو.

 

*المذيع : حماس مسيطرة على غزة والسلطة مسيطرة على الضفة .. ماهي العوائق الموجودة حاليا في الواقع والتي تعيق السلطة أو التقدم في المصالحة؟ وشروط التصالح ومفاوضات المصالحة ؟

-السيد زياد النخالة : أولا يجب ان نلحظ  الانفصال الجغرافي بين الضفة وغزة والاجتماعي والاقتصادي والحضور الإسرائيلي موجود بشكل مباشر في الضفة الغربية، إذا أي اقتراب سيكون مرتبطا بالرؤية الإسرائيلية ..كيف ترى الشعب الفلسطيني .. هل إسرائيل تريد وحدة فلسطينية أو تريد انقسام

مفترض أن تطالب السلطة الفلسطينية الآن أن يكون قطاع غزة تحت الشرعية الفلسطينية هذه الشرعية الفلسطينية  لديها رؤية متناقضة مع تكوينات قطاع غزة منها السلاح والمقاومة لها حدود، وهنا عندما تتحدث السلطة أن يكون قطاع غزة تحت سيطرة السلطة كما الضفة الغربية معنى ذلك اننا ننطلق من مفاهيم مختلفة.. كيف ممكن للسلطة بهذه الوضعية أن تحكم وتسيطر على قطاع غزة ؟؟ في حين نحن مختلفون سياسيا والرؤية مختلفة.. وانا اقول يجب على السلطة الفلسطينية أن تعيد تقييم موقفها وقيادة فتح بالتحديد وما هي المتغيرات التي حصلت؟؟

 

*المذيع: بأي اتجاه أنت تطالب أن تغير السلطة الفلسطينية من تفكيرها السياسي أو من جلدها؟

-السيد زياد النخالة:اولا يجب أن تقر وتعترف ان مشروع التسوية مع إسرائيل قد فشل ووصل الى حالة انسداد والوضع في الضفة الغربية أكبر دليل على ذلك

ثانيا تقر وتعترف أنه قد حصلت متغيرات كثيرة في الواقع الفلسطيني، أصبح هناك قوى سياسية

وقوى مقاومة.

 أما بالنسبة للقوى السياسية المختلفة مع السلطة الفلسطينية انا اعتقد جازما أنها تتجاوز نصف الشعب الفلسطيني فبالتالي يجب أن تغادر فتح قناعاتها أنها قائدة المشروع الوطني الفلسطيني، ويجب أن تقيم الساحة الفلسطينية.. المتغيرات هذه تفرض على قيادة فتح أن تعترف أن هناك تكوينات جديدة داخل الشعب الفلسطيني لذلك نذهب للشراكة وليس للقيادة.

يجب على فتح أن تعترف أن هناك حركات مقاومة وان هناك تنظيمات و فصائل فلسطينية تمتلك قوة وإرادة ورؤى سياسية مختلفة وهناك متغيرات جديدة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار، ونجلس ونقيم أين وصلنا كفلسطينيين فيما يسمى مشروع السلام مع اسرائيل وهل كان ناجحا أم لا وأين نحن متجهون لأنني أعتقد أن غالبية الشعب الفلسطيني تعارض هذا الاتفاق وهذا كله يحتاج إلى مشاركة فلسطينية

هناك رؤيتان مختلفتان ..رؤية في الضفة الغربية ورؤية في قطاع غزة ..هل يعقل بعد ٢٥سنه من تجربة فاشلة أن تأتي التجربة وتطبق نفسها مرة أخرى على قطاع غزة ونستمر في طريق الفشل؟ لذلك اطالب قيادة حركة فتح أن تتوقف عند هذه المسألة وتعيد تقييم هذه المسيرة مشاركة مع كافة القوى والأطراف الفلسطينية السياسية على قاعدة الشراكة وليس أنها القائد الوحيد للمشروع الوطني.. لان هذه القضية قضية الشعب الفلسطيني وكل الشعب يجب ان يشارك في صياغة المشروع الوطني الفلسطيني الجديد وليس ان التسوية هي الطريق الوحيد فق.

 

*المذيع: ماهي المعوقات الحقيقية الموضعية التي تعيق المصالحة الفلسطينية؟

-السيد زياد النخالة :هناك رؤية مختلفة في الضفة الغربية وقطاع غزة كيف ننظر لإسرائيل هل هي عدو هل هي صديق هل هي حليف كيف ننظر لإسرائيل كشعب فلسطيني .. في رام الله ينظرون لإسرائيل أنها دولة عقد معها اتفاق سلام

وهل يتم التعامل مع إسرائيل عمليا على أنها دولة محتلة للضفة الغربية

التنسيق الأمني مؤشر للتحالف وليس للعداء .. دخول الاحتلال للمناطق وممارسة الاعتقال والقتل وهدم البيوت وغير ذلك

لذلك على السلطة أن ترى توصيف إسرائيل من جديد هل هي دولة احتلال أو أنها دولة تم عقد اتفاق سلام معها

ثانيا .. السلطة بهذه الرؤية هل ممكن أن تأتي الى قطاع غزة وترسل عشر وزراء ليحكموا قطاع غزة في حين حصلت متغيرات كثيرة في الواقع .. يجب أن تدرك أن قطاع غزة الآن يشكل حاضنة للمقاومة وفصائل المقاومة لديها إمكانيات يمكن أن تقاتل إسرائيل واكبر دليل الأحداث الأخيرة في الصراع مع إسرائيل.

هناك مواقف مختلفة لدى الطرفين..لا يمكن أن تفرض رام الله أي صيغه تريدها على قطاع غزة .. ما يمكن ان نفعله اليوم بعد فشل كل خطوات وجهود المصالحة هو أن نجلس جميعا ونقرر أولا مشروعا سياسيا واحدا ورؤية واحدة و تحديد قيادة سياسية واحدة للمشروع الوطني الفلسطيني

والسلطة تستمد قوتها وموقفها من جانب الخيار المالي الذي يأتيها من إسرائيل وبعض الأنظمة العربية ودول اخرى

وما تطالب به السلطة من شروط للعودة لقطاع غزة لا يمكن تطبيقها اطلاقا باي حال من الأحوال بصيغتها الموجودة من خلال ان يقوم بعض الوزراء بحكم قطاع غزة الذي اصبح له قوة ورؤيا سياسية ومقاومة مختلفة ..

 

*المذيع :هل هناك نقاط للتوافق والمصالحة في ظل الاختلافات والنقاط التي تحدثت عنها ؟

-السيد زياد النخالة :حددت من البداية أننا وصلنا في جهود المصالحة الفلسطينية لحالة انسداد كبير ويجب أن يكون هناك مقاربة جديدة في سياسة فتح الداخلية اتجاه قطاع غزة، وهذه المقاربة يجب أن تنطلق من نقطة المشاركة وليس من نقطة الوصاية. الإحساس لدى حركة فتح أنها الوصية على الشعب الفلسطيني يجب أن يتوقف ونبدأ من جديد في مشروع شراكة فلسطيني كيف نتعاطى مع هذا العدو ؟

 

*المذيع :هل لم يكن هناك نوايا داخلية للتصالح؟

-السيد زياد النخالة : هناك برنامجان سياسيان مختلفان، وكل طرف يريد أن يذهب بالطرف الآخر لبرنامجه .. وحتى بعد أي صيغة اتفاق نبقى مختلفين.. وكانت النتيجة تدلل على ذلك، لأن هناك رؤى مختلفة وبرامج سياسية مختلفة، وبالتالي لا يمكن لأي طرف ان يلتزم

 

*المذيع :هل هناك دور للإقليم في المصالحة كالدول المجاورة او دور مصر التاريخي والتي تبذل جهودا دائمة في هذا الاطار؟

-السيد زياد النخالة :مصر بذلت اغلب الجهود اتجاه المصالحة ولكن أيضا تعمل بدور محايد بين غزة والضفة الغربية وتبحث عن صيغة التوافقات .. وهذه التوافقات بما أن البرامج السياسية مختلفة تبقي

تراوح في نفس المكان، ونقاط الاتفاق نتفق عليها في اللغة والبنود ونختلف فيها في المستوى العملي .. وكل طرف يخطئ الآخر والخيار الوحيد ان نجلس سويا ونعيد برمجة المشروع الفلسطيني من جديد ونضع أمامنا مجموعة أسئلة .. هل المقاومة مجدية بصيغتها الحالية ؟؟ هل نستمر في مشروع السلام؟ هل ممكن للشعب الفلسطيني ان يتعايش مع الواقع الحالي؟؟ واعتقد ان فتح اذا لم تقر انها فشلت في مشروع التسوية لا يمكن ان نتوصل لنتيجة وكذلك اذا لم تتخلى عن فكرة انها القائدة الوحيدة للشعب أيضا لن نتوصل لنتيجة

 

*المذيع: أيضا حماس تصر على موقفها ؟!

-السيد زياد النخالة :حماس لم تخرج عن السياق الوطني الفلسطيني .. لأنها تسير في الطريق التاريخي الذي اختاره الشعب ...

على سبيل المثال اليوم في الضفة الغربية يخرجون مسيرات بالآلاف ضد موضوع الضمان الاجتماعي الذي يتعلق بنسبة 5% بحياة الناس، و نرى في المشهد الآخر في قطاع غزة ظروفا اقتصادية صعبه وحصارا ومعاناة مستمرة والشعب رغم ذلك يخرج يقاتل بلحمه ودمه على حدود خط الهدنة ..

والمفارقة أننا شكلنا مجتمعا فلسطينيا في الضفة الغربية اهتماماته مختلفة عن اهتمامات الشعب الفلسطيني في قطاع غزة .. إذا نحن كقيادات ماذا فعلنا في الضفة الغربية وماذا فعلنا في غزة في سياق المشروع الوطني الفلسطيني؟ هذه مسؤولية القيادات الفلسطينية

 

*المذيع: هل هناك توقعات أو أمل للخروج بطريق ثالث ليجسر الهوة بين المتناقضين الحاليين في الضفة الغربية وقطاع غزة؟

-السيد زياد النخالة : الآن نتحدث عن مشروعين، مشروع ذهب للسلام مع إسرائيل ومشروع أخد منحى المقاومة الفلسطينية، هذان المشروعان متناقضان تماما.. أي حلول أي صيغ لن توحد الطرفين في الضفة الغربية وقطاع غزة وخاصة أن إسرائيل متحكمة في الجغرافية والاقتصاد، والأمن، أنا اقول إن إسرائيل إذا رفضت أي مسؤول أمني فلسطيني بالتأكيد السلطة تقيله من مكانه، لذلك إسرائيل تتحكم في كل شيء.. ونحن في قطاع غزة كحركات مقاومة نطلب من الأخوة في قيادة فتح أن يعيدوا تقييم مواقفهم ونجلس على الطاولة لنصيغ برنامجا ومشروعا وطنيا فلسطينيا جديدا قائما على أسس مختلفة عن التي تسير فيها قيادة السلطة في رام الله. غير هذا الطريق أنا لا أعتقد ان يكون هناك مصالحة، ومن هنا ينشأ التهديد ضد كل المشروع الوطني الفلسطيني بأن الضفة كلها تهود والسلطة الفلسطينية في حالة سلوكها الرتيب والمستمر مع إسرائيل.. ويقدم لقطاع غزة بعض التسهيلات والإجراءات الحياتية التي تخفف عنه وهنا لك أن تسرح بالخيال بما تشاء من مشاريع أخرى تضر بالمشروع الوطني ويكون المستفيد منها الاحتلال الإسرائيلي.

 

*المذيع : ألا يمكن أن تشكل حركة الجهاد الإسلامي عامل مساعد للالتقاء للوصول الى برنامج متفق عليه فلسطينيا خوفا من الوصول الى ما تذهب إليه؟؟

-السيد زياد النخالة :نحن بذلنا جهدا في هذا الاتجاه، لكن في النهاية الجهاد الإسلامي صاحبة رؤية وصاحبة مشروع وهي تخالف مشروع اتفاق السلطة الفلسطينية مع إسرائيل، بالتالي انت لا تستطيع أن تصيغ مشروعا سياسيا مرضيا للسلطة الفلسطينية في رام الله، حيث نطالب حركة فتح بإعادة تقييم موقفها مع إسرائيل وبالتالي يكون هنا مدخل للوحدة الوطنية الفلسطينية وكيف ننظر لإسرائيل، هل هي صديق هل هي قوة احتلال هل هي حليف، فلتتفضل السلطة الفلسطينية وتعطينا توصيفا للاحتلال.

 

*المذيع: الشكل النضالي القائم في قطاع غزة هل تعتقد أن يحرك أو يحدث تغييرا في المعادلة القائمة ؟

-السيد زياد النخالة: بالتأكيد كل مسيرة قطاع غزة في حالة مقاومة.. لقد خضنا ثلاثة حروب مع العدو .. إسرائيل لم تستطع أن تكسر المقاومة في قطاع غزة .. الآن في المعارك الأخيرة أثبت قطاع غزة أنه يستطيع أن يخلق حالة توازن مع العدو مع فارق القوى الهائل لأسباب وتعقيدات في تشكيل المجتمع الإسرائيلي، وايضا امتلاك غزة بالتدريج القدرة العسكرية التي تهدد الأمن الإسرائيلي وتوقع فيه خسائر

وطالما بقيت هذه المقاومة سوف تستمر في تطوير قدراتها وتعبئة الشعب الفلسطيني تجاه فلسطين فالصراع مع المشروع الصهيوني لم ينته.

وبالتالي مبررات وجود المقاومة قائمة .. فإذا أرادت السلطة أن تزيل المقاومة من قطاع غزة فقد أزلنا الصراع مع إسرائيل.

ولذلك انا اعود واكرر على فتح أن تعيد تقييم موقفها من المشروع الصهيوني، اذا جلسنا بهذه الصيغة ممكن أن نتفق.

انا اقول كلمة واضحة: لن تعود السلطة بمفهومها الحالي الى قطاع غزة وتحكم القطاع وتسيطر عليه تحت منطق الشرعية الفلسطينية، إما أن نذهب لانتخابات ويختار الشعب الفلسطيني ممثليه وقيادته الجديدة أو تجتمع كافة الأطر الفلسطينية ونتفق على مشروع سياسي جديد برؤية فلسطينية واحدة، وبأن إسرائيل هي العدو التاريخي الوحيد للشعب الفلسطيني ونبدأ بصياغة مشروع وطني قائم على أساس المقاومة لهذا الاحتلال ..

غير ذلك لا يوجد حلول وستتصاعد الخلافات يوما بعد يوم حتى تكون قطيعة نهائية تماما.. يوميا أبو مازن يخترع بنودا وقرارات تعزز الشرخ الفلسطيني  .

 

*المذيع :هل تعتقد أن السلطة الفلسطينية ستقبل الوصول الى منتصف الطريق مع حماس أو مع الرؤية الأخرى؟؟

-السيد زياد النخالة :لا يوجد شئ اسمه منتصف الطريق .. يوجد احتلال وشعب تحت الإحتلال .منتصف الطريق هو اتفاق أوسلو والذي أثبت فشله .. إذا نحن امام سلوك إسرائيلي مختلف. وفي المقابل يجب أن يكون سلوكا فلسطينيا مختلفا يتمثل بالمقاومة الفلسطينية والتوافق على مقاومة الاحتلال.

قبل عشرين عاما كانت القضية الفلسطينية تحظى بإجماع دولي، الآن يوجد حالة استقطاب وتذويب للقضية الفلسطينية.

في سياق سلوك إسرائيل كان هناك مبادرات كثيرة أثبتت من خلالها إسرائيل أنها لا تريد السلام، مبادرة الرئيس السادات ومبادرة السلام العربية واتفاق أوسلو.

هذه الشواهد أمامنا كفلسطينيين لم تحقق شيئا، اذا لماذا نستمر ونسير في نفس الطريق؟؟ وفي ظل انهيار الجدار العربي والدخول لمرحلة التطبيع وتقلص محور المقاومة يجب علينا كفلسطينيين أن نجتمع ونقرر ماذا نريد وإلا ستكون خسارتنا كبيرة للضفة الغربية غير الأمور الأخرى التي قد تظهر لاحقا مع صفقة القرن التي يتحدثون عنها .

 

*المذيع: ما دور الإقليم في التأثير على الموضوع الفلسطيني والمصالحة الفلسطينية؟

-السيد زياد النخالة: في الحقيقة دور يضعف يوما بعد يوم وتتغير المواقف كثيرا وتأثيرات الإقليم لاحقا ستكون سلبيه تجاه القضية الفلسطينية بشكل عام .. و إسرائيل الآن تحقق إنجازا في علاقاتها مع الإقليم اتفاق سلام مع مصر رغم عدم التفاعل الشعبي معه، ومع الأردن كذلك، وهي الآن تخترق الخليج العربي بإمكانيات واتفاقيات سلام جديدة واحيانا تتباهى بذلك ..

لذلك يجب أن نعزز أوضاعنا ومواقفنا ونطالب الآخرين بدعمنا، فكلما كان الوضع الداخلي لنا بأحسن حالاته كلما فرضنا على الآخرين السير معنا وأغلقنا نافذة قد يتخذها البعض حجة أو ذريعة للتملص من التزاماته أمام القضية الفلسطينية.. وعلى فرض أن هناك انهيارا في الموقف العربي اتجاه القضية الفلسطيني علينا نحن كفلسطينيين ألا ننهار وواجبنا أن نقاوم هذا الاحتلال حتى آخر مدى ولا نستسلم وكل الدلائل تشير أن قطاع غزة يحقق إنجازا في الصمود والمقاومة، والمستقبل واعد أمامنا وستثبت الأيام لاحقا ان مشروع المقاومة سينتصر رغم كل ما نراه من حالة إحباط في المحيط العربي والتحالف الدولي الذي يقوده ترامب للقضاء على القضية الفلسطينية.

 

*المذيع: هل يوجد هناك إعادة تقييم لمسيرات العودة كجزء من النضال؟

-السيد زياد النخالة :نحن كشعب فلسطيني يجب أن نتحمل كل ما يترتب على هذا الموقف، نحن لا نقاتل إسرائيل بالورد ولا إسرائيل تقاتلنا بالورد، ونحن النقيض الأساسي للمشروع الصهيوني بالمنطقة ، لذلك على الشعب الفلسطيني أن يكون جاهزا لدفع ثمن مشروع المقاومة وثمن تحرير فلسطين ، أنا لا أقول هذا لأنني مستهتر بدم الناس ، أقول هذا لقيمة ما يقوم به الفلسطينيون..

 

*المذيع : انتشار حالات الناس ذوي الأرجل المقطعة .. أصبح هناك منظر مؤلم وثقيل على المجتمع الفلسطيني، وعلى أهالي الجرحى، هل من المعقول عجزنا عن اختراع أشكالا من المقاومة الأخرى تقلل من خسائر الناس ؟

-السيد النخالة : هذه لحظة تاريخية معينة شرع الشعب الفلسطيني فيها باختراع مسألة المسيرات، وبدون شك أحدث حراكا في الداخل والخارج الفلسطيني، وهذا الأمر باستمرار .. حالة المقاومة في حالة تقييم مستمر لكل ما يحدث في قطاع غزة في المواجهات العسكرية والمواجهات الشعبية ، وأعتقد ان هذا الامر مفتوح للنقاش داخل القوى الفلسطينية ، ودائما في موقع التقييم والمتابعة وليس تجاهل من القوى السياسية الفلسطينية أن نذهب بتقديم  ضحايا مجانا ، لكن هذا الحراك أن أعتقد هو يستهدف أولا :

تثبيت حقنا في فلسطين كشعب فلسطيني أمام العالم وهذا يحتاج الى تضحية .

 الغرض من ذلك رفع الحصار عن قطاع غزة ، هذا الشعب المحاصر يتعرض للأمراض ، والموت البطيء ، والقتل المستمر، بالتالي هذا الحراك الشعبي أنا أعتقد كان له دور كبير خلال الشهور الماضية .

 

*المذيع ماذا لو حاولنا أن نستثمره لعقد هدنة ؟

-السيد زياد النخالة :نحن لا نتحدث عن هدنه، بل نتحدث عن تهدئه ، بمعنى نتيجة عدوان ٢٠١٤، تم التوصل لتهدئة على الحدود ، التهدئة غير ملزمة لنا بأن يكون هناك وقف إطلاق نار مستمر ، نحن نستطيع في أي وقت ولأى سبب كان بسيطا أو كبيرا أن نأخذ زمام المبادرة ونفعل حالة المقاومة المسلحة تجاه إسرائيل ، الهدنة أنك تعمل باتفاق طويل الأمد، والطرفان يلتزمون بحالة وقف إطلاق النار ، الآن نحن بحالة اشتباك مستمر، وكل ساعة  يتوقع أن يكون حدث في قطاع غزة ،الهدنة يعني وجود طرفين واتصال مباشر مستمر وتقييم للحالة ، الوضع في قطاع غزة هو وضع متفجر على طول الوقت ، حالة الاشتباك مستمرة إن كان على المستوى الشعبي ،أو على مستوى المقاومة، وأيضا التهدئة، المقاومة تعزز أوضاعها باستمرار في التهدئة وتعزز قوتها ، وأنا أعتقد جازما أن المقاومة كل يوم لديها الجديد في موضوع تعزيز قدرتها في أي معارك قادمة كما الأحداث والاشتباكات الأخيرة، سيكون هناك تغيرات في الميدان وتأثير لقوى