نظمت حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري سرايا القدس، حفلا حاشدا وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزة، مساء اليوم الأربعاء، وذلك على شرف الذكرى الخامسة والعشرين لعملية بيت ليد المزدوجة، والتي أوقعت العشرات من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح.
وتم تنظيم الحفل في مسجد بدر القريب من منزل الاستشهادي صلاح شاكر، أحد منفذي عملية بيت ليد، وبحضور عائلة رفيقه الاستشهادي أنور سكر، إلى جانب قادة وكوادر من حركة الجهاد وسرايا القدس وعوائل الشهداء، ولفيف من مناصري الحركة وأهالي المنطقة.
وأثنى عضو مكتب العلاقات الوطنية لحركة الجهاد الإسلامي، الأستاذ أحمد المدلل " على أبطال العملية النوعية، صلاح شاكر وأنور سكر.
وقال المدلل في كلمة له خلال الحفل: عملية بيت ليد كان لها بصمة قوية في مسار المقاومة الفلسطينية حيث أنها كانت عملية مخططا لها جيداً واستطاعت أن تضرب المستوى العسكري الصهيوني في عمقه، حيث قتل فيها العشرات من الجنود الصهاينة، لم تقتل مثل عددهم أي من الأنظمة العربية حولنا".
وأضاف: استطاع أبناء الجهاز العسكري القوى الإسلامية المجاهدة "قسم" أن يقتلوا هذا الكم الكبير من الجنود بأقل الإمكانيات والوصول إلى هدف حساس واستراتيجي وأمني رغم كل التعقيدات والاحتياطات ".
وأوضح المدلل أن عملية بيت ليد بكل ما حملته من تخطيط وتنفيذ وإبداع أصبحت الآن تدرس في الكليات العسكرية الصهيونية، حيث أن العملية أكدت للصديق قبل العدو أن المقاومة بإمكانياتها البسيطة استطاعت أن تصنع معادلة الرعب.
وتابع بالقول: إلى هذه اللحظة لا زال العدو يشعر بخطورة هذه العملية، وبقيت مشاهد أشلاء الجنود والضباط التي تناثرت في الشوارع عالقة في أذهان الصهاينة، لهذا أصر الاحتلال على قتل وملاحقة كل من شارك في تنفيذ هذه العملية البطولية".
وبيّن المدلل أن عملية بيت ليد حملت رسالتها في جعبة الاستشهاديين إلى العدو الصهيوني أن المقاومة الفلسطينية قادرة على الوصول إلى المكان والزمان المناسبين وزلزلة أمن وكيان العدو، مشيرا إلى أن المقاومة مستمرة ، حتى تحرير فلسطين من البحر الى النهر.
وشدد على أن القدس للفلسطينيين ولن ينجح قادة العالم المجتمعون الآن بالقدس في إعطاء الشرعية للعدو الصهيوني .
وأكد المدلل على ضرورة تفعيل المقاومة في الضفة والقدس لمواجهة الاستيطان الذي يتمدد هناك ويبتلع الأرض.
من جهته، قال مسئول حركة الجهاد برفح محمود عدوان، إن عملية " بيت ليد " تركت في ذاكرة الشعب الفلسطيني بأكمله مفخرة وتاريخاً مخلداً وتركت في ذاكرة العدو ندبةً لا تمحى على مر الأيام والأعوام.
وأشار عدوان في كلمة له خلال الحفل بمسجد بدر، إلى أن الاستشهاديين جعلوا من أرض الميدان تطبيقاً لما تعلموه في مدرسة الجهاد الإسلامي، وثأروا لدماء الشهداء ودافعوا عن المستضعفين، فقضوا مضاجع قادة الاحتلال وجنوده بعمل مقاوم مبدع قل نظيرهُ في تاريخ الصراع.
بدوره، تحدث الدكتور علي شاكر عن شقيقه الاستشهادي صلاح، حيث قال: كان أخي صلاح يعيش حياة الشهداء بأدق تفاصيلها، كان يتألم لألم الناس، كان عفيف اللسان، وقليل الكلام ولم يذكر أحدا بسوء، ولا يذكر إلا محاسن الآخرين، ولا يطمع بشيء، حريصا على عبادته يؤديها بعمق وإخلاص وخشوع، باراً بوالديه ومطيعاً لأهله ".
وأضاف: عندما بلغني خبر استشهاده، لم أتُفاجأ، لأنه كان يعيش الشهادة في كل لحظاته".
وفي ختام الحفل، كرمت حركة الجهاد الإسلامي عائلتي الاستشهاديين أنور سكر وصلاح شاكر، منفذي عملية بيت ليد.